أصداء زيارة الرئيس أوباما لإسرائيل: بداية فصل جديد في العلاقات مع الولايات المتحدة
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·       لقد خسر الرئيس أوباما الإسرائيليين أكثر من مرة، خسرهم أول مرة عندما ألقى خطابه في القاهرة وتوجّه إلى العالم الإسلامي قبل المجيء إلى القدس ومدّ اليد نحو الدولة اليهودية. وخسرهم ثانية عندما طلب من إسرائيل وقف البناء في المستوطنات كلها، من دون أن يطلب من الفلسطينيين شيئاً في المقابل. وخسرهم ثالث مرة عندما تأخر في إدراك مدى خطورة التهديد الإيراني وضغطه. مجموعة الأفعال والتقصيرات هذه، التي قام بها الرئيس أوباما في أول عامَين له في البيت الأبيض، دفعت الإسرائيليين إلى التعامل معه بكثير من الريبة.

·       خلال العامين الأخيرين طرأ تحوّل عميق على علاقة الإسرائيليين بالرئيس أوباما. ففي خريف سنة 2011، حال أوباما دون وقوع تسونامي سياسي كان يهدد إسرائيل في إثر اعتراف الأمم المتحدة بالدولة الفلسطينية. وفي سنة 2012، فرض عقوبات شديدة على إيران، وقاد المسعى الدولي لكبح المشروع النووي الإيراني. وعلى صعيد آخر، موّل القبة الحديدية، وشجّع على قيام تعاون أمني واستخباراتي بين الولايات المتحدة وإسرائيل لم يسبق له مثيل. وخلال النصف الثاني من ولايته الأولى، بدا أوباما في نظر إسرائيل كأنه تخلى عن سذاجته، وتعلّم مدى قساوة الشرق الأوسط، وأدرك ضرورة بذل الجهود كلها من أجل الدفاع عن إسرائيل في مواجهة هذه القساوة الإقليمية. وشيئاً فشيئاً بدأ الإسرائيليون يدركون أن أوباما ليس ضدهم، وأخذوا يرون فيه صديقاً حقيقياً لإسرائيل يريد إنقاذ إسرائيل من أعدائها ومن نفسها.

·       اليوم يبدأ الفصل الثالث، فالرئيس الأميركي الذي سيهبط في مطار بن -غوريون هو رئيس منتصر، استطاع التغلب على ميت رومني وعلى بنيامين نتنياهو وشلدون أدلسون وعلى أميركا الجمهورية. وباتت أميركا كلها في قبضته وأصبح المستقبل مفتوحاً أمامه.

·       يأتي أوباما اليوم إلى إسرائيل كي يطلب منها أن تختار بين اليأس والأمل. ومن المفترض أن نخجل جميعاً من الكلام الذي سيقوله لنا، لأنه يقول لنا ما يجب أن نقوله لأنفسنا. لكن في غياب يسار سياسي إسرائيلي رصين، وتيار وسط سياسي إسرائيلي قوي، فإننا مضطرون إلى اللجوء إلى هذا الضيف العالي المستوى.

·       سيقول لنا أوباما بتهذيب، إن الصهونية ليست في قبر يوسف، وإنما في جبل هيرتسل، وإن مستقبلنا ليس في إيتمار، وإنما في صناعة التكنولوجيا الفائقة التطور. كما سيقول لنا بأسلوبه إنه إذا أردنا الانتحار، فعلينا مواصلة ما كنا نفعله في الأعوام الأخيرة، إذ ليس في إمكان الولايات المتحدة إنقاذنا من أنفسنا، وإنما هي قادرة فقط على مساعدتنا على إنقاذنا من أنفسنا.

 

 

المزيد ضمن العدد 1622