علمت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن وزير الخارجية الأميركية الحالي جون كيري، الذي وصل إلى إسرائيل أمس (الثلاثاء) عشية الزيارة الرسمية التي سيقوم بها رئيس الولايات المتحدة باراك أوباما لكل من إسرائيل والسلطة الفلسطينية ابتداء من اليوم (الأربعاء)، سيحاول أن يدفع إلى الأمام مبادرة السلام العربية التي أقرّتها الجامعة العربية في سنة 2002، وهو نجح في أن يقنع الرئيس أوباما بضرورة منح هذه المبادرة فرصة في الوقت الحالي، وأكد له أن دفعها قدماً من شأنه أن يحسّن مكانة الولايات المتحدة في العالمين العربي والإسلامي، وأن يتيح إمكان اتخاذ قرارات حاسمة تتعلق بالموضوعين الإيراني والسوري.
وبناء على ذلك، فإن أوباما سيركز خلال المحادثات التي سيجريها مع زعماء إسرائيل، وكذلك في الخطاب الذي سيلقيه غداً (الخميس) في قاعة "بنياني هؤومّا" [مباني الأمة] في القدس الغربية وسيكون موجهاً إلى الرأي العام الإسرائيلي، على الفوائد التي قد تحصل عليها إسرائيل، في حال تحقيق سلام مع جميع الشعوب في الشرق الأوسط.
وكان كيري بدأ يتكلم على هذه المبادرة منذ عدة أسابيع، وخصوصاً في أثناء الاجتماعات التي عقدها مع مندوبين من إسرائيل والسلطة الفلسطينية قاموا بزيارة العاصمة الأميركية واشنطن من أجل التحضير لزيارة أوباما.
وخلال هذه الاجتماعات أكد وزير الخارجية الأميركية أيضاً أنه يجب إجراء تعديلات على المبادرة العربية، وذلك في ضوء آخر التطورات التي يشهدها العالم العربي، وفي ضوء الواقع المتغير في المناطق [المحتلة].
وعلى صعيد آخر، قالت مصادر سياسية إسرائيلية رفيعة المستوى لصحيفة "يديعوت أحرونوت" إن إسرائيل ستحاول، خلال زيارة أوباما، أن تحصل على تعهّد واضح منه بأنه في حال فشل المحادثات الجارية حالياً في كازاخستان بين إيران ومجموعة 5+1 [الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي+ ألمانيا]، فإن الولايات المتحدة ستعلن فشل المسار الدبلوماسي في كبح البرنامج النووي الإيراني. كما أن إسرائيل ستطلب من أوباما أن يوجه تهديداً عسكرياً ذا صدقية ضد إيران، وأن يرفقه بتشديد وطأة العقوبات المفروضة عليها.
ووفقاً لهذه المصادر نفسها، فإن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو سيحاول أن يتوصل مع الرئيس الأميركي إلى تفاهم يتعلق بشأن الخطوط الحمر التي يجب رسمها أمام إيران، والتي في حال قيام هذه الأخيرة بتجاوزها لن يكون هناك مناص من شن هجوم عسكري على منشآتها النووية.