حكومة نتنياهو واقعة تحت تأثير زعيم معسكر اليمين القومي المتشدد نفتالي بينت
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·      رسمياً، بنيامين نتنياهو هو رئيس الحكومة الإسرائيلية الـ33 التي ستكمل هذا الأسبوع عامها الأول، لكن الزعيم الحقيقي للحكومة وللدولة الذي يقود ويوجه، هو رئيس حزب البيت اليهودي نفتالي بينت. فهذا الحزب هو الوحيد من بين شركاء الائتلاف الذي نجح في ترجمة فوزه في الانتخابات إلى نفوذ فعلي.

·      لقد انتُخب بينت وسائر أعضاء كتلته بهدف تسريع الاستيطان في المناطق، والدفع قدماً بضم الضفة الغربية إلى إسرائيل، وعرقلة أي تسوية سياسية مع الفلسطينيين. وكان هدفهم الفرعي الدفاع عن مصالح المجموعات الدينية- القومية وتعزيز نفوذها.

·      مع نهاية السنة الأولى للحكومة، يبدو أن بينت يتقدم جيداً نحو تحقيق هذين الهدفين، فقد كشف تقرير صادر عن مكتب الاحصاءات المركزية أن البناء في المستوطنات بلغ السنة الماضية الذروة وزاد بنسبة 123% مقارنة مع ما كان عليه في السنة التي سبقتها. وبقيادة أوري أريئيل وزير الإسكان يتحول البناء الحكومي إلى المناطق. ونجح الائتلاف في إقرار قانون الاستفتاء العام الذي يهدف إلى التضييق على أي تسوية مع الفلسطينيين وإفشالها. وحتى الآن، فإن المفاوضات السياسية مع الفلسطينيين تدور في حلقة مفرغة، ولا تشكل أي تحد لبقاء حزب البيت اليهودي في الحكومة. أما على الساحة الداخلية، فقد تولت كتلة حزب البيت اليهودي ادارة النقاشات بشأن قانون تجنيد الحريديم ونجحت في المحافظة على الامتيازات التي يتمتع بها تلامذة مدارس الهِسْدير، والاستفادة من مئات الاعفاءات من الخدمة الالزامية المخصصة للطلاب "المميزين" في اليشيفوت الدينية– القومية

·      لقد أدار نتنياهو جلسات الحكومة، لكنه قلما تدخل في قضايا الدولة وقضى وقته في مشاحنات مع الرئيس الأميركي بشأن سياسته حيال إيران. وعملت كتل الائتلاف السنة الماضية بوصفها كجوقة من المشجعين لبينت، البعض فعل ذلك بدافع من الحماسة مثل أغلبية ممثلي الليكود الذين يسعون  لكسب رضاء المستوطنين؛ والبعض الآخر صمت من أجل الاحتفاظ بمراكزهم مثل [أعضاء] كتلتي يوجد مستقبل وهَتنوعا. لقد عجز كل من يائير لبيد وتسيبي ليفني عن التأثير في الدولة وكانا أشبه بطبقة من الماكياج وظيفتها إخفاء وجه حكومة اليمين المتطرف.

·      يستطيع بينت أن يتأمل ما حققه برضى، لكن مواطني دولة إسرائيل يجب أن يشعروا بالقلق، لأن بينت يقود الدولة نحو تعميق الاحتلال وخسارة فرص السلام والعزلة الدولية الخطرة.