اتفاق سلام مشروط
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

المؤلف

·       إن الزمن يعمل ضد مصلحتنا وضد مصلحة الجميع. فهو يعمل ضد الفلسطينيين، وضد الأنظمة العربية المعتدلة، وضد الولايات المتحدة. إن التطورات الجيوسياسية التي تحدث في العالم الإسلامي بصورة عامة وفي الشرق الأوسط بصورة خاصة، ستؤدي حتماً إلى مواجهة جبهوية بين محورين سياسيين لديهما توجهات سياسية وقيم ومصالح متناقضة: المحور الأول هو المحور الإيراني - الذي يشمل لبنان، وسورية، ومستقبلاً قد يشمل أجزاء من العراق، وربما تركيا أيضاً، في مواجهة المحور البراغماتي الذي يشمل الدول العربية المعتدلة، مثل مصر، والأردن، وقسم من دول الخليج، والسعودية.

·       إن الزمن يعمل ضد مصلحة المحور البراغماتي، لعدة أسباب، بدءاً من ازدياد الهيمنة الإيرانية على الشرق الأوسط، مروراً بتقدم عدد من زعماء دول هذا المحور في السن، وانتهاءً بتنامي التوجهات الإسلامية الراديكالية داخل أوساط واسعة من جماهير هذه الدول البراغماتية، الأمر الذي عمق الفجوة بين هذه الجماهير وبين السلطة في بلادها.

·       لكن السبب الأساسي في أن الزمن يعمل ضد الأنظمة البراغماتية هو غياب الزعامة القادرة على قيادة دول هذا المحور من أجل الانتصار على المحور الإيراني. إذ كان من المفترض أن تتولى الولايات المتحدة هذه المهمة، لكن الرئيس أوباما لا يرغب أو ليس مؤهلاً لها.

·       داخل إطار هذين المسارين تجد الساحة الفلسطينية نفسها منقسمة أيضاً: فقد اختارت حركة حماس والمنظمات الفلسطينية الإسلامية الدخول تحت الحماية الإيرانية، في حين تتماهى السلطة الفلسطينية بزعامة أبو مازن وسلام فياض مع دول المحور البراغماتي.

·       وبطبيعة الحال، تتطابق مصالح إسرائيل مع مصالح دول المحور البراغماتي. من هنا، يعمل الزمن ضد مصلحة إسرائيل تماماً كما يعمل ضد مصلحة المحور البراغماتي. إذ إن الحفاظ على الوضع القائم هو أيضاً ضد مصلحة إسرائيل. فمشروع فياض الرامي إلى تحضير البنية التحتية للدولة الفلسطينية العتيدة سيتحقق هذه السنة، وقد استطاعت السلطة الفلسطينية، بمساعدة الدول الأوروبية والولايات المتحدة وحتى بمساعدة غير مباشرة من إسرائيل، إقامة أطر للحكم وللصناعة والاقتصاد، كما أنشأت أجهزة أمنية فاعلة استطاعت أن توجد واقعاً جديداً في الضفة الغربية.

·       إن المطلوب في هذه المرحلة تقوية الأطراف البراغماتية في الشرق الأوسط عامة وفي الساحة الفلسطينية خاصة. من هنا، يُعد التوصل إلى تسوية بين الفلسطينيين وإسرائيل حاجةً ضروية، وحلقةً جوهرية من أجل تقوية هذا المحور.

·       وهنا يطرح السؤال: هل ما زالت الفرصة متاحة للتوصل إلى تسوية؟ وهل في الإمكان إنهاء نزاع دموي عمره مئة عام بين الفلسطينيين واليهود على هذه الأرض؟

·       بعد نشر قناة "الجزيرة" للوثائق الفلسطينية التي تكشف أسرار المفاوضات بين حكومة أولمرت وأبو مازن، يمكن القول إن المسافة التي تفصل بين المواقف الفلسطينية والإسرائيلية ليست كبيرة. واستناداً إلى هذه المواقف الفلسطينية، فإن في إمكان الزعيم الإسرائيلي الراغب اليوم بجدية في تحقيق اتفاق سلام مع الفلسطينيين، جسر الثغرات والتوصل إلى تسوية تاريخية.

·       ومن أجل تحقيق السلام ينبغي وضع آلية لتحقيق سلام مشروط، وإجراء مفاوضات ماراتونية لجسر الخلافات والتوصل إلى اتفاق على الموضوعات التي ظلت من دون حل. كما يجب أن يتم التوقيع على الاتفاق الذي سيجري التوصل إليه بالأحرف الأولى، ولا يكون ملزماً حتى يُقَر من قبل الشعب في استفتاء شعبي، وقبل طرحه على الاستفتاء يجب أن ينال تأييد دول المحور البراغماتي والمجتمع الدولي والولايات المتحدة.

·       إن الاتفاق المشروط هو الاتفاق الناجع وربما الوحيد القابل حالياً للتطبيق في هذه المرحلة الحساسة والخطرة التي يمر بها الشرق الأوسط. وعلى قادة إسرائيل الإسراع في تحقيق هذا الاتفاق المشروط، والاعتراف بأن أمامهم فرصة تاريخية لإنهاء النزاع، وأن استمرار "الوضع القائم" يشكل خطراً على إسرائيل.