لبنان على شفا حرب أهلية
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

·       تقوم الطوائف اللبنانية كلها - السنة والشيعة والمسيحيون والدروز- في الوقت الحالي بتوزيع السلاح على أنصارها استعداداً للمواجهة المقبلة. في الوقت نفسه، فإن الجيش اللبناني يرى نُذر العاصفة القريبة، ويبحث عن طريق لمواجهتها.

·       ويمكن القول إن أي حادث عنيف بالرصاص الحي بين المجموعات المتخاصمة في الشوارع، حتى لو كان عرضياً، من شأنه أن يتدهور نحو حرب أهلية. صحيح أنه لا تزال هناك كوابح داخلية وخارجية، غير أنها بدأت تسقط واحداً تلو الآخر. وقد دعا سعد الحريري أمس (الثلاثاء) مؤيديه إلى التحلي بضبط النفس، لكن يبدو أنه هو نفسه سيقوم في غضون الساعات القليلة المقبلة بخلط أوراق اللعبة البرلمانية كلها، وذلك من خلال إعلان انسحاب كتلته من مجلس النواب [!؟]، فضلاً عن أنه لم يتجاوب مع دعوة [رئيس الحكومة المكلف] نجيب ميقاتي لتشكيل حكومة وحدة وطنية، وبذا فإنه سيترك الحكومة ومجلس النواب في يد حزب الله ومؤيديه.

·       وفي واقع الأمر، فإن [الأمين العام لحزب الله] السيد حسن نصر الله لم يكن راغباً في إسقاط سعد الحريري، وإنما كان راغباً في أن يبقى رئيساً للحكومة بشرط أن يتخلى عن المحكمة الدولية الخاصة التي تقوم بالتحقيق في عملية اغتيال [رئيس الحكومة الأسبق] رفيق الحريري. وعندما فشل نصر الله في تحقيق رغبته هذه، فإنه لجأ إلى الخطة البديلة وفحواها إسقاط حكومة سعد الحريري وتشكيل حكومة دمى برئاسة ميقاتي التي يُفترض بها أن تلغي القرار الظني للمحكمة الدولية.

·       بالنسبة لإسرائيل فإنها يجب أن تكون سعيدة بالوضع الجديد الناشئ في لبنان، والذي تحول فيه نصر الله من زعيم جهادي إلى زعيم مسؤول عن الدولة، كما حدث مع حركة "حماس" في غزة. ناهيك عن أن الأحداث المستجدة في لبنان لن تكبح المحكمة الدولية الخاصة، التي يُنتظر أن تعلن قريباً هوية الجهة المتهمة باغتيال رفيق الحريري والتي بات معروفاً أنها مرتبطة بحزب الله.

·       إزاء ذلك كله، فإن ما يجب على إسرائيل فعله هو أن تنتظر وأن تكون مستعدة لأي احتمال، وفي الوقت نفسه عليها أن تتعوّد من الآن فصاعداً أن حدودها الشمالية أصبحت بمثابة حدود مشتركة مع إيران.