وثائق السلطة فرصة سياسية
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف

·       تعكس الوثائق التي جرى الكشف عنها حقيقة المفاوضات التي جرت بعد اتفاق أوسلو، وتحديداً في الأعوام العشر الأخيرة. وهي تُظهر أن الطرفين اقتربا جداً من الاتفاق، ولكنهما لم يقتربا بما فيه الكفاية. فإسرائيل كانت مستعدة لمبدأ الدولتين، وتقسيم القدس الشرقية، والعودة إلى حدود 1967 مع تعديلات طفيفة بنسبة تترواح بين 3% إلى 6%. لكنها لم تكن مستعدة للاعتراف بحق العودة للفلسطينيين، وبالطبع ليست مستعدة لتنفيذه، وإنما هي مستعدة لتقديم تعويض مالي للاجئين، وللسماح باستيعاب رمزي في إطار قرار سيادي. من جهتهم وافق الفلسطينيون على ضم إسرائيل ما نسبته 2% إلى 4% من أراضيهم لا أكثر، وطالبوا باستيعاب عدد أكبر من اللاجئين في إسرائيل (ودار النقاش بين أولمرت وعباس بشأن استيعاب من 25,000 إلى 100,000 خلال عشر سنوات). لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأن الأماكن المقدسة (هذا الاتفاق جرى التوصل إليه في مبادرة جنيف)، ولكن في المقابل جرى التوصل إلى تفاهمات مرضية تتعلق بالترتيبات الأمنية، وبحرية التحليق في الأجواء الجوية.

·       هذه هي القصة الحقيقية، وقد أكدتها الوثائق التي سُربت. لا ينبغي على الفلسطينيين أن يشعروا بالخجل لأنهم قطعوا جزءاً من الطريق نحو التسوية. كما ينبغي لإسرائيل ألا تشعر بالإحراج. لقد تخطى الطرفان الشعارات التي رفعاها في الستينيات والسبعينيات والثمانينيات. ولكنهما لم يتمكنا من التوصل إلى اتفاق لأنه لم تكن هناك حكومة إسرائيلية مستعدة لأن تدفع الثمن الذي اقترحت دفعه تفاهمات مبادرة جنيف [صيغة للتسوية السلمية للنزاع جرى التوصل اليها سنة 2003 في لقاء عُقد في جنيف بين شخصيات فلسطينية وإسرائيلية بينهم كاتب المقال]، ولأن الطرف الفلسطيني لم يتعهد رسمياً بدفع الثمن الذي تم الاتفاق عليه، وإنما ترك انطباعاً بأنه مستعد له.

·       يمكننا استغلال اللحظة، كي نطرح على الطرفين السؤال التالي: هل إن تمسك إسرائيل بمستوطنة تقع في قلب الضفة مثل أريئيل، يجعل من المستحيل جسر ثغرات صغيرة كهذه؟ قد تكون هذه هي اللحظة المناسبة التي على الأميركيين أن يسألوا الطرفين ما إذا كانا مستعدين للدخول في مفاوضات مكثفة للتسوية على قاعدة الأطر التي حددها كلينتون [2000]، ووضعتها محادثات طابا [2001]، ومبادرة إيالون ـ نسيبة، ومبادرة جنيف، ومحادثات أولمرت - عباس، ومحادثات نتنياهو - عباس.

·       كما على الولايات المتحدة أن تسأل الطرفين هل هما مستعدان إنهاء النزاع المستمر منذ الحرب العالمية الثانية؟