من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· إن التنازل الحقيقي الذي قامت به الزعامة الفلسطينية هو التخلي عن شعبها كعنصر فاعل في النضال من أجل الاستقلال. ولسنا بحاجة إلى الوثائق المسربة لمعرفة هذا الواقع. وفي الحقيقة فإن "وثائق فلسطين" تكشف سراً معروفاً هو أنه بعكس التصريحات المعلنة، فإن قيادة منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة مستعدتان لتقديم تنازلات بعيدة المدى بشأن موضوع يشكل قدس الأقداس في الموقف الفلسطيني، أي حق عودة لاجئي النكبة [1948] إلى أرضهم.
· لو كانت قيادة منظمة التحرير تحترم شعبها، لما استخدمت اللغة المزدوجة، وإنما ناقشت علناً موضوع قدس الأقداس هذا، وحاولت ان تشرك الجمهور كله (في البلد وفي الشتات) في النتيجة التي وصلت إليها وهي: في هذه المرحلة التاريخية لا يمكننا تحقيق حق العودة، وليس من المنطقي من أجل التمسك بهذا الحق الإبقاء على نحو أربعة ملايين إنسان رهينة تحت جزمة الاحتلال. قد يرد البعض على ذلك أنه حتى في ظل المفاوضات وعلى الرغم من التنازلات الفلسطينية، فإن إسرائيل واصلت توسيع مستوطناتها.
· ليس هناك مشكلة تقنية تمنع إجراء هذا النقاش الديمقراطي، وإنما ما يمنعه هو عدم النظر إلى الشعب بوصفه الطرف القادر على إحداث التغيير. فمنظمة التحرير الفلسطينية تعتمد على دعم مجموعة الدول الغربية التي تتعاون مع سياسة الاحتلال. أما حماس التي تلتزم الصراع المسلح، فتعتمد هي أيضاً على مصادرها للحصول على التمويل، وتنتظر سقوط الأنظمة الموالية للغرب في يد الحركات الإسلامية.
· إن منظمة التحرير الفلسطينية، وحركة حماس تعرفان كيفية استخدام قدرة شعبهما الخلاقة على الصمود في مواجهة الاضطهاد اليومي الذي تمارسه سلطة الاحتلال، لكنهما لا تحاولان ترجمة هذه القدرة الفردية والجماعية على التحمل إلى استراتيجيا نضال شعبي غير مسلح، وهذا من واجب كل من يعتبر نفسه زعيماً. إن هذا هو الخيار الوحيد المتبقي بعد الكوارث التي أدت إليها المفاوضات التي جرت في التسعينات واستخدام السلاح ضد المدنيين خلال العقد الماضي. وهذا هو الخيار الذي تدرك إسرائيل يومياً مدى خطورته على سلطة احتلالها، والذي تستخدم وسائل ضخمة من أجل قمعه.
· تبذل كل من منظمة التحرير الفلسطينية وحماس جهداً كبيراً في الدفاع عن موقعهما المزيف كحكومتين منفصلتين، وقد تحول الدفاع عن وجود هاتين الحكومتين وعن استمرارهما هدفاً بحد ذاته. ولو لم تتنازل الحركتان عن شعبهما، لكان بإمكانهما الإصغاء إليه، وإيجاد السبيل للتخلص من الازدواجية في الحكم. لقد كان من واجب الزعامة الفلسطينية ذات الرأسين أن تعترف بشعبها، وأن نأخذ رأيه في الاعتبار.