· يصل رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون إلى القدس اليوم، ويتوقع ان يجري محادثات مع السلطة الفلسطينية غداً. ومن المنتظر أن يشجع نتنياهو على الاستمرار في المحادثات من أجل مساعدة جون كيري على بلورة إطار لمواصلة المفاوضات برغم الصعوبات.
· هذه هي الزيارة الأولى التي يقوم بها كاميرون لإسرائيل بصفته رئيساً للحكومة البريطانية، ونظراً الى كونه رئيساً لحزب المحافظين فهو قريب أيديولوجياً من نتنياهو على الرغم من اختلافه معه سياسياً في نقطة أو اثنتين، إذ ينتقد كاميرون سياسة الاستيطان ويرغب في رؤية قيام دولة فلسطينية بسرعة، ويبدو أن هذا ما سيقوله في خطابه أمام الكنيست.
· أما الكلام الأكثر حدة بشأن المواجهة الإسرائيلية- الفلسطينية، فسيتركه كاميرون لوزير خارجيته وليم هيغ. ومن المؤسف أنه في أحيان كثيرة، يمكن تفسير كلام هيغ بأنه معاد لإسرائيل.
· وللتذكير، فلدى مقارنة كاميرون برئيسي الحكومة اللذين سبقاه غوردن براون وطوني بلير، يبرز تركيز كاميرون على الموضوعات الداخلية في بريطانيا أكثر من الموضوعات الخارجية. وفي الواقع، فإن كاميرون وافق بصورة صامتة على كل تصريحات الرئيس أوباما وتصريحات كاترين أشتون (البريطانية) وزيرة خاريجة الاتحاد الأوروبي. وعلى ما يبدو، فإن اللقاء بين نتنياهو وكاميرون سيشهد خلافاً كبيراً في الآراء في ما يتعلق بموضوع سياسة إيران النووية، ولا سيما أن بريطانيا سارعت إلى استئناف علاقاتها الدبلوماسية مع طهران قبل توقيع الاتفاق الدائم الذي يقضي بتقييد سياسة ايران النووية.
· لكن اكتشافاً حديثاً مثيراً جداً للاهتمام قد يساعد نتنياهو في إقناع كاميرون بأن القيام بعمليات إرهابية من تقاليد إيران منذ وقت طويل، إذ اتضح أن إيران وليست ليبيا، هي المسؤولة عن اسقاط طائرة الركاب الأميركية التابعة لشركة بان- آم فوق لوكيربي في اسكوتلندا في كانون الأول/ديسمبر 1988، ما تسبب حينها بمقتل 270 راكباً بينهم بريطانيون.
· حتى الآن، اعتبرت بريطانيا أن ليبيا هي وراء إسقاط الطائرة، لكن في التحقيق الذي عرضته محطة الجزيرة في الفترة الأخيرة، كشف عميل سابق للاستخبارات الإيرانية للمرة الأولى، أن آية الله الخميني هو الذي أمر بإسقاط الطائرة انتقاماً لاعتراض طائرة إيرانية من طريق الخطأ على يد الأسطول الأميركي. ويمكن أن نضيف إلى ذلك شحنة السلاح التي جرى مصادرتها من سفينة كلوز- سي، وهي تشكل دلالة جديدة أمام كاميرون على تقليد الإرهاب الإيراني.
· وعلى هامش الزيارة، يبدو أن بريطانيا، بين دول أخرى، نبعت منها المبادرات الأخيرة للمقاطعة الأكاديمية لإسرائيل التي قادها محاضرون في الجامعات البريطانية.
· صحيح أن هذه المبادرات ضعفت وأعربت الحكومة البريطانية عن تحفظها عليها، لكن كان المطلوب أن تكون هذه التحفظات أقوى وألا تستخدم الحكومة البريطانية اللهجة الملطفة المألوفة في اللغة الإنكليزية.