· ليس من المبالغة القول إن العلاقات الخاصة التي كانت قائمة بين إسرائيل والولايات المتحدة على مدار أعوام طويلة بدأت تتعرّض إلى التآكل في الآونة الأخيرة على خلفية وجود حكومة يمينية متطرفة في إسرائيل.
· كما يعود سبب هذا التآكل إلى تراجع الرابطة المشتركة التي كانت قائمة بين الإدارة الأميركية ومنظمة "إيباك" [اللوبي اليهودي المؤيد لإسرائيل في الولايات المتحدة]، وأساساً من جراء المواقف اليمينية التي تتبناها هذه المنظمة، ونظراً إلى أنها كانت مؤيدة للحزب الجمهوري الذي خسر انتخابات الرئاسة الأميركية دورتين متتاليتين.
· ويجب ألا نسقط من حسابنا أيضاً أن الإدارة الأميركية الحالية بدأت تتبنى مقاربات جديدة في ما يتعلق بسياستها الخارجية، وهي مقاربات لا تحظى برضى المسؤولين في "إيباك". في الوقت عينه، فإن هذه الإدارة تدرك جيداً أن اليهود الأميركيين العلمانيين لم يعودوا منشغلين كثيراً بالقضايا التي تخص دولة إسرائيل.
· ولعل أكثر ما يثبت تآكل الرابطة المشتركة بين الإدارة الأميركية ومنظمة "إيباك" امتناع الرئيس أوباما عن الاشتراك في المؤتمر السنوي لهذه المنظمة الذي عقد أخيراً. كما أن كثيرين من أعضاء الكونغرس وكبار المسؤولين الأميركيين لم يشتركوا في المؤتمر خلافاً لما كانت عليه الحال في الأعوام السابقة حين استقطب هذا المؤتمر جميع المسؤولين في الولايات المتحدة بدءاً بالرئيس وانتهاء برؤساء البلديات الكبرى.
· في ضوء ذلك كله، يمكن القول من دون خشية الوقوع في المبالغة إن ألف خطاب مثل الخطاب الذي ألقاه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أمام المؤتمر السنوي الأخير لمنظمة "إيباك" لا يمكن أن يغيّر الواقع الجديد الذي تمر الولايات المتحدة فيه، ومن المتوقع أن ينعكس أيضاً على إسرائيل.