توقعت مصادر رفيعة المستوى في حزب الليكود أن يبادر رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، عشية انتهاء الدورة القريبة في الكنيست في تشرين الأول/ أكتوبر المقبل إلى حل الكنيست وتقديم موعد الانتخابات العامة المقبلة إلى بداية سنة 2013.
وجاءت هذه التوقعات في إثر إعلان حزب كاديما أمس (الثلاثاء) انسحابه من الحكومة بسبب عدم التوصل إلى أي اتفاق بين الحزبين بشأن قانون توزيع عبء الخدمة العسكرية على الجميع، والذي كان من المفترض أن يحل محل قانون التجنيد القديم، ومحل "قانون طال" [الذي ينص على إعفاء الشبان اليهود الحريديم من الخدمة العسكرية الإلزامية]، وذلك قبل نهاية تموز/ يوليو الحالي، أي عشية اليوم الذي ينتهي فيه سريان مفعول "قانون طال" وفقاً للقرار الصادر عن المحكمة الإسرائيلية العليا والقاضي بإلغائه بدءاً من الأول من آب/ أغسطس المقبل.
وقالت هذه المصادر نفسها إن المشكلات الحقيقية التي ستكون ماثلة أمام رئيس الحكومة في دورة الكنيست المقبلة مرتبطة بموضوع إقرار الميزانية العامة.
في المقابل حرصت مصادر مقربة من رئيس الحكومة على القول إنه لا توجد لدى نتنياهو في الوقت الحالي أي نية للمبادرة إلى تقديم موعد الانتخابات العامة المقبلة.
وقد اتُخذ قرار كاديما الاستقالة من حكومة الوحدة الوطنية بعد 70 يوماً من تأليفها في ختام اجتماع عاصف عقدته كتلة الحزب في الكنيست أمس (الثلاثاء). وأيد القرار 25 عضو كنيست، وعارضه 3 أعضاء فقط.
وعقب ذلك أعلن رئيس كاديما شاؤول موفاز أن رئيس الحكومة رفض أن يتوصل إلى أي اتفاق بشأن توصيات لجنة بلسنر [اللجنة الخاصة بشؤون توزيع عبء الخدمة العسكرية على الجميع التي أقيمت عقب تأليف حكومة الوحدة الوطنية ووقف على رأسها عضو الكنيست يوحنان بلسنر من كاديما]، وفضل أن يحافظ على تحالفه مع الحريديم [اليهود المتشددين دينياً] واليمين المتطرف.
وأضاف موفاز: "إن نتنياهو كان راغباً في التوصل إلى قانون طال 2، ولا يمكننا أن نتيح له إمكان تحقيق ذلك."
كما أكد رئيس كاديما أنه عندما قرر الانضمام إلى حكومة نتنياهو وتأليف حكومة وحدة وطنية "راوده الأمل بأن يتعالى رئيس الحكومة على مصالحه الحزبية الضيقة وأن يفي بكل ما التزم به، غير أنه اختار أن يراوح في مكانه وألا يتقدم إلى الأمام، وقد رفض أن يتخذ أي قرار حاسم بشأن توزيع عبء الخدمة العسكرية على الجميع، وفضل أن يقف إلى جانب المتهربين من هذه الخدمة لا إلى جانب الذين يؤدونها."
هذا، ووجه رئيس الحكومة نتنياهو رسالة إلى رئيس كاديما عقب إعلان هذا الأخير استقالة حزبه من الحكومة أعرب فيها عن أسفه جراء هذه الخطوة التي تفوّت فرصة إحداث تغيير تاريخي.
وأضاف نتنياهو: "بعد 64 عاماً كنّا قريبين جداً من إمكان إحداث تغيير جذري في تقسيم تحمّل أعباء الخدمة العسكرية. وقد وضعت أمامك اقتراحاً بشأن تجنيد الشبان اليهود الحريديم والعرب من سن 18 عاماً، وشرحت لك أن الطريق الوحيدة لتطبيق ذلك ميدانياً هي القيام بذلك بالتدريج ومن دون تمزيق نسيج المجتمع الإسرائيلي، وخصوصاً خلال هذه الفترة التي تواجه دولة إسرائيل فيها تحديات كبيرة وملموسة." وأكد رئيس الحكومة أنه سيستمر في العمل من أجل "توفير حل مسؤول يتطلّع إليه المجتمع الإسرائيلي."