إطلاق أول دفعة من الأسرى الفلسطينيين لا ينطوي على أي بادرة حسن نية حقيقية من إسرائيل إزاء عملية السلام
تاريخ المقال
المصدر
- ليس من المبالغة القول إن من وافق على إطلاق 26 أسيراً فلسطينياً لم يفعل ذلك لأنه يؤمن فعلاً باحتمال تحقيق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين، وإنما لأن هذه العملية تأتي في مقابل تكثيف أعمال البناء في المستوطنات في يهودا والسامرة [الضفة الغربية]. وبناء على ذلك، فإن قرار إطلاق هؤلاء الأسرى لا يشكل قراراً سياسياً دراماتيكياً، ولا ينطوي على أي بشرى سارة تتعلق بمستقبل عملية السلام.
- وثمة هدف آخر لقرار إطلاق أسرى فلسطينيين هو كسب مزيد من الوقت بعد ممارسة الإدارة الأميركية ضغوطاً كبيرة على إسرائيل من أجل معاودة المفاوضات. وبطبيعة الحال، فإن الحكومة الإسرائيلية لا ترغب أن تحملها واشنطن مسؤولية إفشال الجهود التي بذلها وزير الخارجية الأميركي جون كيري.
- ولا بُد من الإشارة إلى أن قائمة الأسرى الـ 26 الذين سيتم إطلاقهم ضمن المرحلة الأولى من أربع مراحل تشمل 104 أسرى فلسطينيين قابعين في السجون الإسرائيلية منذ ما قبل توقيع اتفاقيات أوسلو، لن تعزز مكانة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في الشارع الفلسطيني لأن أكثر من نصف هؤلاء [14 أسيراً] سيعودون إلى قطاع غزة، فضلاً عن أن معظم الذي سيطلقون أسرى شارفت مدة محكومياتهم في السجون على الانتهاء وليسوا من العيار الثقيل.
- وما يجب قوله في هذا الإطار هو أن جهاز الأمن العام [الالشاباك] لا يزال يعتقد أن إطلاق أسرى فلسطينيين أيديهم ملطخة بدماء اليهود يناقض عقيدته الأمنية، ولذا حرص على ألا تتضمن قائمة الأسرى الذين سيتم إطلاقهم ضمن المرحلة الأولى أي أسير من هذا النوع.
- لو كانت عملية إطلاق أسرى فلسطينيين بادرة حسن نية حقيقية من جانب إسرائيل إزاء معاودة المفاوضات، كان يتعين عليها أن تؤدي إلى مزيد من التقارب بين الجانبين وتحسين الأجواء العامة بينهما، وتجنيد أوساط واسعة من الرأي العام في كل من إسرائيل ومناطق السلطة الفلسطينية من أجل تأييد السلام.
- لكن نظراً إلى أن شيئاً من ذلك لم يتحقق، فإنه لا يمكننا أن نعتبر إطلاق أسرى فلسطينيين بادرة حسن نية حقيقية من جانب إسرائيل إزاء عملية السلام.