· ينطبق على سلوك المعارضة في الأيام الأخيرة ما قاله الزعيم الراحل إسحاق رابين "التباكي لا يصنع زعامة". ومن المؤسف ألا تطبق كتل المعارضة على نفسها القواعد الأساسية في اللعبة الديمقراطية وتفضل استخدام أسلوب المقاطعة. ومن لا يحترم الكنيست لا يحترم نفسه، والأخطر من ذلك، لا يحترم الجمهور الذي انتخبه وأرسله إلى مجلس النواب كي يمثل مواقفه ونظرته لا أن يمثل مقاطعته.
· إن القوانين الثلاثة المطروحة هذا الأسبوع تعبر عن ثلاثة موضوعات شغلت الجمهور سنوات طويلة، وهو يريد في أغلبيته تغييرها وتعديلها. فقانون المساواة في الحقوق (الذي سمي خطأ "المساواة في تحمل العبء") يعبر عن تغير الوضع الذي سمح لجمهور كامل أن يُعفى من الخدمة العسكرية في الجيش الإسرائيلي. أما طبيعة قانون الحكم فيسمح للحكومة بأن تفعل المطلوب منها من أجل تأمين الاستقرار. وليس الهدف من رفع نسبة الحسم منع وصول الكتل العربية إلى الكنيست بل تعزيز الكتل الكبرى.
أما الاستفتاء العام فهو سيعزز الديمقراطية الإسرائيلية وسيزيد من مشاركة مواطني إسرائيل في رسم حدود الدولة، فلماذا يجب عدم السماح لنحو 5,5 ملايين مواطن يحق لهم الاقتراع، بالتصويت مباشرة مع اتفاق سلام أو ضده؟ إن من الجيد ومن المطلوب أن يستطيع كل شخص التعبير عن موقفه حيال القضية التي قسمت الجمهور خلال الأعوام الـ46 الماضية، أي النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني. وكان من المتوقع من الأحزاب التي ترفع علم الديمقراطية أن تكون أول من يدعم ذلك.