من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· هل وصلنا أخيراً إلى سنة الحسم في مواجهة المشروع النووي الإيراني، وأصبحنا أمام مفترق طرق، وعلينا الاختيار بين الحل الدبلوماسي والحل العسكري؟ هذا هو الانطباع السائد في أوساط السياسيين والمعلقين في أعقاب التقارير التي تحدثت عن تقدّم المشروع النووي الإيراني، وعقب استئناف المسعى الدبلوماسي من أجل وقف هذا المشروع، وبعد التحذيرات الصادرة عن إسرائيل.
· وفي الحقيقة، فإن استمرار التقدم في المشروع الإيراني يقرّب لحظة الحقيقة في القدس وفي واشنطن. بيد أن القرارات التي ستتخذها هاتان العاصمتان ستتأثر إلى حد بعيد بالقرارات التي ستتخذها طهران، إذ توجد زعامة تدير بإتقان لعبة حافة الهاوية، كي تربح مزيداً من الوقت، وتجعل من الصعب اتخاذ قرار إسرائيلي أو أميركي بمهاجمتها.
· تقوم إيران بدفع مشروعها النووي قدماً من جميع الأوجه، لكنها تحاذر تخطّي الحافة التي تعتبرها خطوطاً حمراً أميركية أو إسرائيلية: الخط الأحمر الأميركي هو التوجه نحو الإنتاج الفعلي للسلاح النووي، والخط الأحمر الإسرائيلي هو تجميع اليوارنيوم المخصب على درجة 20% بكميات تكفي لصنع قنبلة واحدة (خلال الأشهر الأخيرة، وفي كل مرة اقتربت إيران من هذا الخط الأحمر، قامت بإرسال المادة المخصبة كوقود إلى مفاعل مخصص للأبحاث الطبية، على الرغم من عدم حاجتها إلى ذلك).
· لكن في الوقت عينه، تزيد إيران في عدد مراكز الطرد المركزي، وتقوم بتركيب جيل جديد أسرع كثيراً من هذه المراكز في منشآت التخصيب في نتانز، كما تستمرعلى ما يبدو في العمل على النواحي العسكرية لمشروعها، وتواصل تقدّمها في مجال تطوير البلوتونيوم، وتمنع زيارة المراقبين للمنشآت المشبوهة. أمّا على الصعيد الدبلوماسي، فإن إيران تسعى لكسب الوقت عبر إظهار استعدادها للحوار مع المجتمع الدولي. وعلى الرغم من أن العقوبات الاقتصادية تثقل كثيراً على اقتصادها، فإنها لم تؤدّ حتى الآن إلى سياسة أكثر مرونة في المجال النووي، ويبدو أن ثمة حاجة إلى وقت طويل ومزيد من الضغط لتحقيق ذلك.
· قد تكتشف إسرائيل أن سنة الحسم تحولت إلى فخ، إذ سيكون في استطاعة إيران الاقتراب من هامش الحافة، من دون أن يكون لدى إسرائيل الذريعة التي تسمح بكبح إيران بالوسائل العسكرية، ومن دون الحصول على الشرعية الدولية الضرورية لمواصلة الضغط على إيران في اليوم الذي سيلي الهجوم عليها. ومن أجل الخروج من فخ "الخطوط الحمر"، فإن على إسرائيل السعي مع الولايات المتحدة لبلورة منظومة متعددة الأبعاد والأحجام من أجل تحديد مجال الخيار العسكري، ويجب أن يشمل ذلك التطرق إلى القدرات الإيرانية التي يجري الآن تطويرها وإلى نطاقها الزمني، كما يجب أن نوضح للإيرانيين بصورة غير علنية أن هذه الحافة هي أكثر تعقيداً مما يظنون.