ماذا ستستفيد إسرائيل من الربيع العربي والإسلامي؟
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

·       يشهد الوسط الجيوسياسي الذي تعيش فيه دولة إسرائيل تغييرات لم يسبق لها مثيل، فالربيع العربي الذي بدأ في مطلع سنة 2011 وأثار الآمال في العالم الغربي، ما لبث أن ولّد ثورة داخل ثورة، وأدى إلى بروز موجة إسلامية تذكّر بالموجة الأصولية التي ظهرت في الثمانينيات، في إثر قيام الثورة الإيرانية سنة 1979. وفي حين اقتصرت تلك الموجة على العالم الشيعي (الثورة الإسلامية في طهران وقيام حزب الله في لبنان)، نجد أن اليقظة الإسلامية مسرحها هذه المرة العالم السني.

·       بدأت تباشير اليقظة الإسلامية في العالم السني تظهر في سنة 2002، وذلك مع وصول حزب العدالة والتنمية بزعامة رجب طيب أردوغان إلى السلطة في تركيا، ومع فوز حركة "حماس" سنة 2006 بالانتخابات والانقلاب الذي نفذته في غزة. ولقد أدى الربيع العربي إلى تصاعد قوة "جبهة العمل الإسلامي في الأردن" التي تشكل خطراً على الملك عبد الله. كما بات الإخوان المسلمون في سورية يشكلون القوة الأساسية للمعارضة السورية في المنفى.

·       في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي فاز حزب "العدالة والتنمية" في الانتخابات في المغرب، وفي تونس فاز حزب "النهضة" بأغلبية المقاعد في البرلمان، وفي مصر حصل حزب "الحرية والعدالة" على نحو 40٪ من مقاعد مجلس الشعب المصري بينما حصل حزب "النور" السلفي على 20٪ من المقاعد. وجميع الأحزاب المذكورة أعلاه لها علاقة مباشرة أو غير مباشرة بحركة "الإخوان المسلمين" التي تأسست في مصر سنة 1928.

·       لماذا يفضل المواطن العربي التصويت للأحزاب الإسلامية عندما يتمتع بالحرية؟ هناك ثلاثة أسباب رئيسية، هي: أولاً، عدم وجود معارضة قوية ومنظمة في العالم العربي قادرة على أن تشكل بديلاً للأنظمة الاستبدادية، باستثناء الحركات الإسلامية؛ ثانيا، الصورة الإيجابية التي تتمتع بها هذه الحركات وسط الجمهور المسلم؛ ثالثاً، نجاح الدعاية الإسلامية التي تتهم الأنظمة العلمانية في العالم الإسلامي عامة والعربي خاصة بالتعاون مع الولايات المتحدة ودول الغرب وبالاعتراف بدولة إسرائيل.

·       إن اليقظة السنية ونجاح الأحزاب الإسلامية يثيران أمام أعضاء الحركة الإسلامية السنية مشكلتين عويصتين ستكون لهما انعكاسات على إسرائيل أيضاً: المشكلة الأولى هي المشكلة الاقتصادية ، فهل سيتعيّن على الأحزاب الإسلامية تأجيل السعي لـ "تحرير فلسطين والمسجد الأقصى"؟ إن الثمن الذي ستدفعه هذه الأحزاب في حال قررت إعلان الحرب على إسرائيل أو إلغاء معاهدات السلام سيكون غير محتمل اقتصادياً، ولا سيما أن ملايين المواطنين العرب غير قادرين على العيش من دون المساعدات المالية من الغرب.

·       أما المشكلة الثانية فهي المشكلة النووية، فمن الممكن أن يحصل العالم الشيعي في وقت قريب على أسلحة الدمار الشامل، الأمر الذي سيكون له انعكاسات على النزاع بين السنة والشيعة. وقد كشفت وثائق ويكيليكس التي نُشرت العام الماضي أن الدول السنية، وبصورة خاصة السعودية والإمارات العربية، تؤيد مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية. وتشكل هذه الدول دعامة اقتصادية مهمة لحركة "الإخوان المسلمين". لذا فإن سعي إيران لامتلاك القوة النووية يضع الأحزاب الإسلامية السنية أمام مسألة صعبة للغاية وهي: هل ستضطر هذه الأحزاب في ظل عدم قدرتها على الدفاع عن نفسها في مواجهة إيران إلى التحالف مع إسرائيل ولو بصورة موقتة؟