من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· في ذروة أكثر الأزمات خطورة في زمننا الراهن، الأزمة في أوكرانيا، واصلت الإدارة الأميركية هذا الأسبوع توظيف مساعيها المبالغ فيها- وغير المجدية أيضاً- في النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني. ويبدو أن أسلوب أوباما لا يتغير، أي التهرب من معالجة الموضوع الأساسي، والتنازل أمام الأقوياء- أو الذين يدعون القوة- والضغط على الذين يعتمدون عليه. فالأميركيون الذين لا يريدون، أو لا يستطيعون، مواجهة عدوانية فلاديمير بوتين، يواصلون تقديم النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني بوصفه العرض الأساسي على مسرح العبث الذي يسمى "السياسة الخارجية الأميركية".
· في السعودية وليبيا والعراق وسورية وإيران وباكستان وأفغانستان، أهمل الأميركيون حلفاءهم وأحياناً تخلوا عنهم. اليوم انضمت أوكرانيا إلى اللائحة. لقد شعر جون كيري بالاهانة عندما قال عنه موشيه يعلون إنه مهووس بالنزاع الإسرائيلي- الفلسطيني. وإذا لم يكن مهووساً، كيف نفسر تركيزه المبالغ فيه على ما يحدث بين اليهود والفلسطينيين، وإهماله دولاً أخرى مثل أوكرانيا التي تحتاج فعلاً إلى المساعدة الأميركية؟
· يتعين على بنيامين نتنياهو الذي يعرف جيداً هذا الضعف الأميركي، أن يناور كي لا يقع في فخ كيري الذي تعهد بأن خطته "التي أعدها 160 خبيراً في الأمن الأميركي" ستنقذ إسرائيل. وفي ظل هذه الظروف، يجب على كل إسرائيلي مسؤول، حتى لو كان مستعداً لقيام إسرائيل بانسحاب عميق، التعامل بحذر مع التعهدات الأميركية.
· هناك العديد من الإسرائيليين وبصورة خاصة في المؤسسة الإعلامية، تعاملوا بسخرية مع نجاح نتنياهو خلال زيارته إلى واشنطن بعدم الالتزام بخطة كيري. وقيل "إن بوتين أنقذ بيبي (من الضغوط الأميركية)". ومن المؤسف أن يصور هذا الانجاز، خاصة في ضوء تقصيرات الأميركيين حيال حلفائهم، بأنه "فرصة ضائعة".
· إن "الربيع العربي" يقوم بتفكيك الدول القومية العربية، بينما لا يتدخل الأميركيون إلى جانب حلفائهم. فهل تسلل القوى الإرهابية إلى المناطق المحيطة بإسرائيل في قطاع غزة وشمال سيناء وسورية ولبنان لن يكون له انعكاسات استراتيجية كبيرة؟ ومن سيمنع هذه القوى إذا انسحبت إسرائيل من غور الأردن، من السيطرة على يهودا والسامرة [الضفة الغربية]؟ هل هي الإلكترونيات أم تعهدات كيري؟
· لست من أنصار الحجة الأمنية، ومن الخطأ على المدى البعيد الاعتماد عليها. لقد كان من الأفضل لو أن نتنياهو إلى جانب تقديمه هذه الحجة بصورة منطقية وصارمة مثلما فعل في واشنطن، قدم أيضاً حجة أساسية تتعلق بملكية هذه الأرض التي تعود منذ العصور القديمة إلى الشعب اليهودي. ويدعي الفلسطينيون اليوم أن هذه الأرض لهم، وحجتهم مسموعة من جانب العالم.
· وفي الواقع، فإن إسرائيل مقصرة في صراعها على كسب الرأي العام في العالم بسبب إهمال الحقيقة والعدالة التاريخية.