قال بيان صادر عن ديوان رئيس الحكومة الإسرائيلية إن بنيامين نتنياهو الذي يقوم حالياً بزيارة رسمية إلى الولايات المتحدة، أجرى الليلة قبل الماضية سلسلة من المشاورات الأمنية من أجل المصادقة على عملية الجيش الإسرائيلي التي بدأت في ساعات مبكرة من صباح أمس (الأربعاء) وكان الهدف منها السيطرة على سفينة في عرض البحر الأحمر على بعد نحو 1500 كيلومتر من شواطئ إسرائيل تتضمن شحنات أسلحة من إيران إلى حركة "حماس" في قطاع غزة.
وأضاف البيان أنه بعد نجاح عملية السيطرة على السفينة تحدث رئيس الحكومة هاتفياً مع كل من وزير الدفاع موشيه يعلون، ورئيس هيئة الأركان العامة للجيش الجنرال بني غانتس، ورئيس جهاز الموساد تمير باردو، وهنأهم على المعلومات الاستخباراتية النوعية التي تم التقاطها وعلى تنفيذ العملية بصورة ناجحة.
وقال رئيس الحكومة إن إيران التي تتحدث مع الدول العظمى وتبتسم لها وتقول لها كلاماً ناعماً، هي نفسها التي ترسل أسلحة فتاكة إلى المنظمات "الإرهابية"، وهي تقوم بذلك من خلال شبكة واسعة من العمليات السرية التي تجري في كل أنحاء العالم وتشمل إرسال صواريخ وأسلحة فتاكة أخرى بغية ضرب المدنيين الأبرياء.
وأضاف نتنياهو: "هذه هي إيران الحقيقية ولا يجوز أن يتم السماح لهذه الدولة بالحصول على أسلحة نووية"، مشيراً إلى أن الحكومة الإسرائيلية ستستمر في القيام بكل ما يلزم من أجل الدفاع عن أمن إسرائيل وسكانها.
وكانت وحدة الكوماندوس "شييطت 13" التابعة لسلاح البحر الإسرائيلي استولت فجر أمس على سفينة محملة بالأسلحة في عرض البحر الأحمر كانت في طريقها من إيران إلى قطاع غزة.
وعُثر فيها على صواريخ طويلة المدى من طراز "إم 302" سورية الصنع يبلغ مداها نحو 200 كيلومتر.
وتحمل السفينة اسم "كلوس سي" وترفع علم بنما وقبطانها من تركيا، وكان على متنها 17 بحاراً من جنسيات متعددة.
وقال بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي إن الصواريخ المذكورة نُقلت جواً من مطار دمشق إلى إيران حيث تم تحميلها على السفينة في ميناء بندر عباس بعد أن جرى إخفاؤها في أكياس للاسمنت. وأبحرت السفينة من إيران إلى العراق ومنه إلى ميناء بورت سودان السوداني. وسيطر عليها جنود وحدة الكوماندوس الخاصة التابعة لسلاح البحر الإسرائيلي في منطقة الحدود بين إريتريا والسودان على بُعد نحو 1500 كيلومتر عن إسرائيل.
وأشار بيان الناطق بلسان الجيش إلى أن رئيس هيئة الأركان الجنرال غانتس قاد عملية السيطرة على السفينة من غرفة العمليات الخاصة في مقر هيئة الأركان في تل أبيب مع قائد سلاح البحر اللواء رام روتبيرغ الذي أشرف على العملية من على متن سفينة في عرض البحر. وجلس إلى جانب غانتس وزير الدفاع يعلون.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام، إن عملية السيطرة على هذه السفينة تثبت مرة أخرى أن إيران هي أكبر الجهات التي تصدّر "الإرهاب" إلى جميع أنحاء العالم وتستغل لهذا الغرض المسارات البحرية وتنتهك القوانين الدولية.
وأضاف أن إيران تقوم بتدريب وتسليح وتمويل المنظمات "الإرهابية" في منطقة الشرق الأوسط وفي جميع أنحاء العالم في الوقت الذي يواصل النظام في طهران حملة تضليل العالم.
وأكد وزير الدفاع أن هذه العملية تثبت أيضاً أن سلطة "حماس" في قطاع غزة كيان "إرهابي" يعمل تحت ولاية إيران بهدف ضرب عمق الأراضي الإسرائيلية، مشيراً إلى أن ضبط السفينة أدى إلى كبح محاولة لتزويد "حماس" والمنظمات "الإرهابية" الأخرى في القطاع بأسلحة استراتيجية كاسرة للتوازن.