ظهور مؤشرات أولى تدل على ابتعاد روسيا عن نظام الأسد
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

 

·       هل بدأت روسيا بعد عام ونصف العام من التأييد غير المشروط في الابتعاد، بالتدريج، عن نظام الرئيس السوري بشار الأسد؟ برزت عدة مؤشرات في الأيام الأخيرة تدل على ذلك، وتشير إلى أن موسكو باتت تدرك أن حظوظ بشار الأسد في البقاء في منصبه بدأت تتقلص وتتراجع.

·       تتعرض روسيا منذ فترة لضغط كبير من الدول العربية من أجل وقف مساعدتها للنظام في دمشق، وقد شهدت بعض العواصم العربية، مثل مصر والأردن، حرق أعلام روسية في التظاهرات المؤيدة للمعارضة السورية. من جهتها، عبرت واشنطن عن استيائها المتزايد من موقف روسيا. لكن، مع ذلك، أعلن الروس إرسال عدد من سفنهم إلى ميناء طرطوس الواقع شمال سورية، وتحدثت التقارير عن إرسال 12 سفينة انضمت إلى عدد من السفن التي كانت روسيا قد أرسلتها إلى سورية الشهر الماضي، ومن بينها حاملة طائرات روسية. وقيل يومها إن سبب إرسال هذه السفن هو الدفاع عن سلامة المواطنين الروس الموجودين في سورية.

·       يوجد في سورية عدة آلاف من الخبراء الروس، بعضهم يعمل في مشاريع مدنية، وبعضهم الآخر يعمل بصفة مستشارين للجيش السوري في مجال استخدام التكنولوجيا المتطورة ووسائل الاستخبارات الحساسة. وقد كان لافتاً إعلان التلفزيون الروسي الرسمي عبر قناة "روسيا اليوم"، التي تبث باللغة العربية من موسكو، أنه لا يوجد خبراء عسكريين في سورية. من المعلوم أن هذا الخبر ليس صحيحاً، لكنه قد يدل على التحضيرات التي تجري من أجل إخلاء الخبراء الروس من سورية خوفاً على سلامتهم، كما يدل على رغبة روسيا في تحجيم علاقتها بالأسد.

·       وكان وفد من المعارضة السورية زار موسكو هذا الأسبوع واجتمع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. في المقابل، أعلنت روسيا تعليق تسليم سورية شحنة طائرات تدريب من نوع "ياك-130"، وذلك بعد اعتراض الدول العربية على هذه الطائرات، التي على الرغم من كونها للتدريب وغير هجومية فإن النظام السوري قد يستخدمها لقصف الأحياء المؤيدة للثوار. ويبدو أن روسيا تراجعت عن إتمام صفقة الطائرات، لكنها أعلنت أنها ستواصل تزويد الأسد بالسلاح الدفاعي، وبمنظومات الصواريخ المضادة للطائرات.

·       يدل ما سبق على تآكل التأييد الروسي للأسد، لكن من المبكر الجزم بأن روسيا قررت التخلي عنه. وتأتي هذه المؤشرات الأولى على الانسحاب الروسي في خضم سلسلة أحداث مثيرة للقلق من وجهة نظر الأسد، من بينها انشقاق واختفاء صديق طفولته مناف طلاس، واستقالة السفير السوري في بغداد نواف فارس من منصبه وإعلان انضمامه إلى المعارضة وطلبه اللجوء إلى قطر. ومع ذلك، ما زال المجتمع الدولي متردداً إزاء مسألة التدخل العسكري في سورية، وقد يكون السبب الخلافات الكبيرة القائمة بين حركات المعارضة التي لم تنجح حتى الآن في تشكيل جبهة موحدة ضد الأسد.