لا مجال في الوقت الحاضر للتوصل إلى سلام مع الفلسطينيين
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

المؤلف

·       إن ما يميز الزعامة الفلسطينية هو أنها زعامة ثنائية الرأس مكونة من "فتح" و"حماس" اللتين هما على خصومة وعداء وخلاف داخلي متزايد. فعلى الرغم من ت "اتفاق المصالحة" الافتراضي، نجد في غزة "دولة حماستان" بزعامة هنية، وفي يهودا والسامرة "دولة فتح لاند" بقيادة أبو مازن. ونحن أمام زعامتين وحركتين وكيانين: كيان متدين متشدد، وآخر متدين معتدل. إلاّ إنه على الرغم من الخلافات الداخلية، ثمة هدف مشترك يجمع بين الحركتين ألا وهو القضاء على الكيان الصهيوني على مراحل حتى لو استغرق ذلك أعواماً طويلة. إذ تؤمن "حماس" بأن الإرهاب و"المقاومة" هما السبيل الوحيد لمحاربة إسرائيل، في حين تؤمن "فتح" بمحاربة إسرائيل بالوسائل السياسية.

·       في إثر إطلاق سراح 1000 أسير فلسطيني في إطار صفقة شاليط، وبعد فشل أبو مازن في الأمم المتحدة في تحقيق الدولة الفلسطينية ضمن حدود 1967، بات الرأي العام الفلسطيني مقتنعاً بأن الإرهاب الذي تمارسه "حماس" هو الذي ينجح ويحقق إنجازات، في حين أن الدبلوماسية التي تمارسها "فتح" قد فشلت من دون تحقيق أي انجازات.

·       في ظل التوقعات بأن تشهد سنة 2012 انتخابات عامة في السلطة الفلسطينية، فإن المشهد الحالي لا يبدو مشجعاً. فثمة احتمال لأن تؤدي شعبية "حماس" والتقدير اللذي تحظى به، بالإضافة إلى الفشل الذي تعانيه "فتح"، إلى فوز "حماس" في الانتخابات حتى في الضفة الغربية. وفي ضوء هذه الحقيقة يُطرح عدد من الأسئلة: هل من الممكن البدء بالتحاور مع "حماس"؟ وهل على إسرائيل تقديم تنازلات جديدة إلى أبو مازن مع احتمال سيطرة "حماس" على رام الله؟

·       لا نجد جواباً على هذه الأسئلة لدى السياسيين الذين نراهم يضغطون من أجل استئناف مفاوضات السلام. لقد أثبتت ثمانية عشر عاماً من المبادرات والمحادثات والاقتراحات ومؤتمرات السلام أن في الإمكان إحياء "العملية السلمية"، لكن من الصعب التوصل إلى إنهاء النزاع.

·       إن أغلبية المحللين لا تزال غير مستعدة للاعتراف بأن ما يريده الفلسطينيون هو استرجاع "حقهم" وليس "التسوية"، وهذا "الحق الفلسطيني" معناه حق العودة إلى فلسطين كلها، من دون وجود أي يهودي فيها. وهم يقولون ذلك لكننا لا نصدقهم، الأمر الذي يدل على سذاجتنا وخداعنا لأنفسنا. وغالباً ما يميل السياسيون إلى التفاؤل حتى عندما يكون الواقع ميؤوساً منه، بيد أن هذا التفاؤل قد يؤدي إلى نتائج كارثية ويتسبب بإخفاقات كما جرى في الماضي بعد اتفاقات أوسلو وبعد الانفصال عن قطاع غزة.

·       نشهد اليوم عودة الكلام على السلام والطلب من إسرائيل تقديم "أفكار جديدة" و"خطوات بناء للثقة" وضرورة استغلال "الفرصة"، وذلك من دون مطالبة الجانب الفلسطيني بشيء. ونتساءل هنا: ماذ يمكن أن نقدم اليوم للفلسطينيين؟ يجب أن نكون واقعيين وأن نعترف بأنه في الظروف الحالية لا مجال للتوصل إلى حل، إذ لن يتنازل الفلسطينيون أبداً عن حق العودة، ولن يوافقوا على قيام دولة فلسطينية منزوعة السلاح، كما أن الثورات التي يشهدها العالم العربي لن تشجع الزعامات الفلسطينية على الموافقة على تسوية حقيقية مع إسرائيل.

وفي ضوء هذه الوقائع كلها، يجب الاعتراف بصعوبة التوصل إلى السلام في المرحلة الحالية.