تركيا و"حماس"
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

·       هل تحاول تركيا انتزاع "حماس" من إيران، هذا ما يظهر من خلال المحاولات التي تبذلها تركيا للحلول مكان إيران في دعم حركة "حماس" مادياً، وتعهدها بتقديم مبلغ يفوق 300 مليون دولار لها خلال العام المقبل.

·       ويدل هذا الأمر على تطور مهم فيما يتعلق بالعلاقات التركية مع إيران وسورية، إذ يعكس اقتراب سقوط نظام الأسد في دمشق، وما قد ينشأ عن ذلك من مشكلات لـ "حماس" التي اختارت دمشق، لأعوام طويلة، مركزاً لقيادتها، إذ بعد زوال حكم الأسد والضعف التدريجي الذي سيعتري الدور الإيراني في سورية، ستحتاج "حماس" إلى راع جديد، وفي إمكان تركيا أن تؤدي هذا الدور الذي من شأنه أن يساعدها في المنافسة بينها وبين إيران على النفوذ في العالم العربي، وفي خلافها مع إسرائيل.

·       إن السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو التالي: ماذا طلبت تركيا من "حماس" التي تُعتبر في نظر الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تنظيماً إرهابياً؟ ظاهرياً، لا شيء. فعلى الرغم من أن "حماس لا تطلق في الوقت الراهن الصواريخ على إسرائيل، إلاّ إنه ليس في الإمكان معرفة ما إذا كان رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان قد طلب من "حماس" التخلي نهائياً عن الإرهاب.

·       إن التقرب من تركيا خطوة ذكية من جانب حركة "حماس"، على الأقل ما دام نجم تركيا لا يزال ساطعاً، وما دام أردوغان لا يزال في سدة الحكم. فمن الأفضل لـ "حماس" أن ترعاها دولة سنية ذات تأثير متعاظم، من أن تحصل على الدعم المالي من دولة شيعية منبوذة دولياً وتخضع لمزيد من العقوبات. ونتساءل: ماذا ستكون عليه انعكاسات الدور التركي على الديناميات داخل "حماس" في ضوء ما يبدو من محاولات قيادة "حماس" في غزة تنحية قيادات الحركة في الخارج بقيادة خالد مشعل جانباً؟ وهل تركيا هي التي ستدعم مالياً هذا التطور؟ وهل ستقوم بدفع "حماس" إلى خوض الانتخابات المقررة في الرابع من أيار/مايو؟ وهل من المحتمل أن يؤدي هذا الأمر إلى انضمام "حماس" إلى منظمة التحرير الفلسطينية والموافقة على التفاوض مع إسرائيل؟

لا يبدو أن تركيا بصدد مطالبة "حماس" القيام بتغييرات عميقة لقاء دعمها. من هنا فإن ما يجري حالياً له علاقة بسعي أردوغان نحو النفوذ والقوة وبحث "حماس" عن بديل لكل من سورية وإيران، ولا علاقة له بالتسوية السلمية بين إسرائيل والفلسطينيين. وفي رأيي، إن دعم تركيا لـ "حماس" سيجعل، على الأرجح، السلام بعيد المنال، لأن إسرائيل لن تقبل التفاوض مع منظمة التحرير الفلسطينية التي تضم ضمن قيادتها إرهابيين من "حماس".