الثورة السورية باتت على حدودنا
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف

·       طوال أشهر عديدة كانت الثورة السورية بالنسبة إلى كثير من الإسرائيليين حدثاً إعلامياً يجري في سورية البعيدة، ويتابعونه عبر نشرات الأخبار في الإذاعة والتلفزيون. لكن منذ بضعة أسابيع اقتربت الثورة السورية، وباتت على مقربة من السياج الحدودي، لا بل إنها في بعض الأحيان تخطّته إلى داخل هضبة الجولان.

·       في البداية كان يقع تبادل إطلاق النار بين الثوار والجيش السوري بالقرب من الحدود، وبعد ذلك بدأ بعض القذائف يسقط داخل الأراضي الإسرائيلية، ثم وجد بعض الثوار ملاذاً في الأراضي الإسرائيلية، أو اجتازوا السياج الحدودي للمعالجة الطبية.

·       وما يمكن قوله هو أن خطف 20 مراقباً من الأمم المتحدة المولجين المحافظة على الهدوء على طول الحدود الإسرائيلية ـ السورية هو حلقة جديدة من سلسلة حوادث. وعلى الرغم من ذلك، فإن ما جرى دليل على ارتفاع درجة التوتر والتصعيد في تطور الوضع الجديد الناشىء على الحدود في هضبة الجولان.

·       لقد خسر النظام السوري السيطرة على أجزاء واسعة من الدولة، وهذا توجّه آخذ في الازدياد والتصاعد. ففي هذا الأسبوع سقطت منطقة الرقة في شرق البلد في يد الثوار، وهذا أول إقليم ينتقل بأكلمه إلى سيطرة الثوار. وسبق أن خسر النظام السوري سيطرته على المعابر الحدودية مع تركيا منذ وقت، وبدأت الآن المعركة على السيطرة على المعابر على طول الحدود السورية مع لبنان والأردن، وطبعاً في هضبة الجولان. ومن جهة أُخرى، بدأ النظام السوري يتقوقع على نفسه ويركز جهوده في الدفاع عن قلب العاصمة دمشق، وعلى الطرق التي تربط العاصمة بالشريط الساحلي، حيث يقيم الجزء الأكبر من أبناء الطائفة العلوية، كما يوجّه النظام جهداً ثانوياً للدفاع عن سيطرته على مدينة حلب، المدينة الثانية من حيث الأهمية.

·       لقد كان النظام السوري معروفاً بعدائه لإسرائيل، لكنه على الرغم من ذلك شكل عنواناً واضحاً وفاعلاً بالنسبة إلينا، وحافظ محافظة كبيرة على الهدوء على طول الحدود في هضبة الجولان. أمّا الآن فقد حل محله الآن الفراغ والفوضى كما يظهر في الشريط الذي بثه الخاطفون أمس عن جنود الأمم المتحدة.

·       وفي المعارك التي يخوضها الثوار السوريون تبرز جبهة النصرة القريبة من القاعدة، والناشطة في جنوب سورية وفي منطقة حلب. لكن إلى جانبها تنشط مجموعات مسلحة كثيرة، أغلبيتها ليس لديها قيادة مركزية، وبعضها كناية عن عصابات محلية ومجموعات من الخارجين عن القانون، وشباب يسعون للانتقام، وهم الذين يتولون السيطرة على مناطق الأرياف وعلى مدن الأطراف. ويتعين على إسرائيل أن تعتاد فكرة أن هؤلاء سيصبحون جيرانها الجدد. وما يمكن قوله هو أن الانسحاب الذي قد يحدث في إثر الحوادث الأخيرة لقوات الأندوف التابعة للأمم المتحدة من هضبة الجولان، من شأنه أن يزيل الحاجز الذي ما زال يفصل بيننا وبين الثورة السورية.

·       لم تعد الثورة السورية موضوعاً نظرياً يشغل المعلقين والمحللين الذي أخذوا يتنبأون بنهاية نظام الأسد، لقد باتت الثورة السورية الآن هنا على حدودنا.