الحكومة تبذل كل ما في وسعها لإفشال المفاوضات وفرض حقائق على الأرض
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

 

  • لا يمكن تفسير موافقة الإدارة المدنية على خطط لبناء 878 وحدة سكنية في المستوطنات المعزولة، سوى بأن الحكومة الإسرائيلية تبذل كل ما في وسعها من أجل إفشال المفاوضات مع الفلسطينيين. كما أنها تبذل كل ما في وسعها من أجل فرض حقائق على الأرض بطريقة أحادية الجانب، هذا في حال بدأت المفاوضات مع الفلسطينيين على الرغم من ذلك كله. وأبرز دليل هو إدراج 91 مستوطنة ضمن خريطة المناطق التي تتمتع بالأفضلية الوطنية.
  • إن تحذيرات رئيس الطاقم الفلسطيني للمفاوضات صائب عريقات، من أن البناء في المناطق يعرض للخطر المفاوضات المباشرة التي من المنتظر أن تبدأ في القدس يوم الأربعاء، وكلام الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية عن أن "الولايات المتحدة لا تعتبر مواصلة البناء في المستوطنات شرعياً، وأنها تعارض أي مسعى لتأهيل المواقع الاستيطانية"، كل هذا لا يؤثر في الحكومة التي تعتبر نفسها ضحية لاعتداء سياسي هدفه القضاء على الحلم بأرض إسرائيل الكاملة، وهي مصرة الآن على خوض مواجهة  ضد الذين يسيئون إليها.
  • كما يمكن أن نجد دليلاً آخر على اللوثة التي أصابت الحكومة، في قرار عدم التوقيع على اتفاق التعاون العلمي مع الاتحاد الأوروبي لأن الاتحاد يشترط تطبيق الاتفاق ضمن حدود إسرائيل المعروفة بالخط الأخضر. وتجدر الإشارة هنا إلى أن إسرائيل هي الدولة الوحيدة التي تشارك في هذا الاتفاق من خارج دول الاتحاد الأوروبي. لكن ما قيمة مليار ونصف المليار من الشيكلات ستخسرها إسرائيل إذا لم تُوقع الاتفاق؟ ثم الحكومة غير مهتمة حتى لو أصبحت الفروع الأساسية للبحوث معطلة دفاعاً عن أرض إسرائيل الكاملة.
  • إن المسؤول عن هذه القرارت الخطرة ليس أعضاء الحكومة وحدهم، بل أيضاً المعارضة التي لم نسمع صوتها، وهي بصمتها تجعل هذه القرارت شرعية. ومن المثير للدهشة صمت الوسط الأكاديمي ومؤسسات الأبحاث.
  • لقد صرح أحد المشاركين في الجلسة الطارئة التي دعا إليها رئيس الحكومة بأن المطلوب هو حل مبتكر يسمح لإسرائيل بتوقيع الاتفاق. لكن لا وجود لأي حل مبتكر يمكنه التوفيق بين وهم [أرض إسرائيل الكاملة] والحصار المتزايد على إسرائيل [من جانب المجتمع الدولي].
  • وعلى ما يبدو ستظل المستوطنات هي التي تحدد مستقبل إسرائيل.