الهجوم على خلية الجهاد العالمي في سيناء أنقذ العلاقات الإسرائيلية - المصرية من كارثة محدقة
تاريخ المقال
المصدر
- يمكن القول إن الجهة التي هاجمت يوم الجمعة الفائت خلية مسلحة تابعة للجهاد العالمي في شبه جزيرة سيناء سواء كانت إسرائيلية أو مصرية، أنقذت العلاقات بين مصر وإسرائيل والهدوء الهش السائد في منطقة الحدود بين البلدين، كما أنها أنقذت حياة عدد كبير من الإسرائيليين والمصريين، وحمت قطاع غزة من عملية إسرائيلية انتقامية.
- ولا بُد من أن نعيد إلى الأذهان أنه في مثل هذا الوقت من العام الفائت قامت خلية مسلحة تابعة للجهاد العالمي بمحاولة اختراق منطقة الحدود بين إسرائيل ومصر بعد أن قتلت 16 جندياً مصرياً وهم على مائدة الإفطار في شهر رمضان، غير أن الجيش الإسرائيلي قام بالقضاء على أفراد هذه الخلية بعد مطاردة مستمرة داخل الأراضي الإسرائيلية.
- وعلى ما يبدو، فإن الجهاد العالمي حاول أن يكرّر العملية نفسها هذا العام، لكن المصريين نجحوا في أن يكتشفوا تلك الاستعدادات وأحبطوا العملية قبل تنفيذها. ويمكن افتراض أن ذلك تم من خلال التعاون مع جهات استخباراتية أخرى.
- ومن ناحية عملية، فإنه منذ سقوط نظام الرئيس محمد مرسي زادت الإنذارات بشأن احتمال تنفيذ عمليات مسلحة ضد إسرائيل انطلاقاً من سيناء نحو أربعة أضعاف ما كانت عليه في السابق. وبعض هذه الإنذارات أشار إلى احتمال القيام بعمليات ضد طائرات ركاب أو إطلاق صواريخ على مدينة إيلات، ولذا قامت إسرائيل برفع حالة تأهب الجيش في منطقة الحدود بينها وبين مصر إلى الدرجة القصوى.
- ومعروف أن زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري لديه اتصالات مكثفة مع أكثر من 3000 مقاتل يرابطون في سيناء، وهو يرى أنهم بمثابة ذراع ستقيم في المستقبل إمارة إسلامية في شبه الجزيرة هذه. وتقضي التعليمات التي يصدرها الظواهري إلى هؤلاء المقاتلين بمهاجمة الجيش المصري صباح مساء كي يتم طرده من سيناء. كما أن إسرائيل مدرجة في نطاق الأهداف التي يُطالب هؤلاء المقاتلون بتوجيه نيرانهم إليها.
- وليس من المبالغة اعتقاد أن الهدف من وراء الهجوم الأخير على الجهاد العالمي يوم الجمعة الفائت هو منع عملية مسلحة كبيرة تحولت عملياً إلى قنبلة موقوتة. ولذا ليس مهماً من الذي قام بشنه لأنه أنقذ الجانبين المصري والإسرائيلي من كارثة محدقة.
- ومع ذلك تجدر الإشارة إلى أن التعاون العسكري بين إسرائيل ومصر تعزّز كثيراً في الآونة الأخيرة حتى في ظل نظام الرئيس مرسي. وشمل هذا التعاون تبادل معلومات في كل ما يتعلق بنشاط الجهاد العالمي في سيناء. وما زال هذا التعاون وثيقاً للغاية بعد سقوط نظام مرسي. لكن في الوقت عينه لا بدّ من ملاحظة أن النظام المصري الحالي الذي يقوده وزير الدفاع الجنرال عبد الفتاح السيسي حريص جداً على عدم المجاهرة بهذا التعاون وعلى عدم قيام إسرائيل بأي عمليات يمكن أن تمس السيادة المصرية، نظراً إلى كونه يواجه شارعاً مصرياً منقسماً على نفسه لا يوحده شيء سوى كراهية إسرائيل.
وبناء على ذلك، فإن مجرد قيام وكالة أنباء فلسطينية بنشر نبأ يشير إلى أن إسرائيل هي التي قامت بشن الهجوم على خلية الجهاد العالمي داخل أراضي سيناء، كان من شأنه أن يتسبب بإشعال الشارع المصري عن بكرة أبيه. ولعل هذا هو ما يفسر إسراع الجيش المصري إلى إعلان أنه يقف وراء القضاء على الخلية الجهادية في سيناء.