التحالف بين لبيد وبينت موجّه إلى كبح هيمنة الحريديم على المجتمع الإسرائيلي
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

·       يبدو أن التحالف الوثيق القائم بين حزب "يش عتيد" [يوجد مستقبل] بزعامة يائير لبيد، وحزب "البيت اليهودي" بزعامة نفتالي بينت، موجّه ليس إلى فرض الخدمة العسكرية على الشبان اليهود الحريديم [المتشددين دينياً] فحسب، بل أيضاً وأساساً إلى كبح هيمنة الحريديم على شتى جوانب الحياة في دولة إسرائيل. وتتجسد هذه الهيمنة خلال الأعوام الأخيرة في قدرة الحريديم من خلال حزبَيهم في الكنيست [شاس و"يهدوت هتوراه"] على فرض حق النقض [الفيتو] على أي قرارات مصيرية تتعلق بمستقبل إسرائيل من دون أن يكونوا شركاء حقيقيين في تقاسم أعباء خدمة الدولة.

·       حتى القرن العشرين الفائت، كانت إسرائيل تسلّم بهيمنة أحزاب الحريديم على أوساط اليهود المتشددين دينياً، غير أن هذه الأحزاب بدأت في الآونة الأخيرة تتطلع إلى فرض سيطرتها على المجتمع الإسرائيلي برمّته، وعلى أنماط حياته وسلوكه. وقد استغلت حقيقة كونها بيضة القبان في معظم الائتلافات الحكومية السابقة من أجل توسيع نطاق هذه السيطرة.

·       وفي المقابل حاول الإسرائيليون غير الحريديم أن يحافظوا على نمط حياتهم وسلوكهم في مواجهة نزعات السيطرة هذه، وانعكس ذلك في الإصرار على فتح المحلات التجارية أيام السبت، وعلى فتح محلات لا تبيع الطعام الكاشير [الطعام الحلال بموجب الشريعة اليهودية]، وعلى إجراء مراسم زواج بمنأى عن الحاخامين الحريديم.

·       ولا شك في أن التصدي لمحاولات الحريديم الهيمنة على جوانب الحياة المدنية في إسرائيل كان أحد أهم الأسباب وراء ظهور أحزاب وسط في إسرائيل في الآونة الأخيرة، مثل حزب شينوي، وحزب كاديما، والآن حزب "يش عتيد". وقد تمثّل الهدف الرئيسي لهذه الأحزاب في الوقوف أمام محاولات الحريديم فرض سيطرتهم على جدول أعمال الحكومة السياسي والاجتماعي - المدني.

·       وما يتبين من المفاوضات الائتلافية التي جرت حتى الآن أن التحالف بين لبيد وبينت يسعى لأن يشغل جميع الحقائب الوزارية المسؤولة عن الحياة المدنية الإسرائيلية في الحكومة المقبلة، مثل حقائب البناء والإسكان، والمواصلات، والتربية والتعليم، والرفاه الاجتماعي.

 

·       ومع ذلك، يبقى السؤال المطروح الآن هو: هل سيصمد التحالف بين لبيد وبينت طويلاً، وهل سيكون في إمكانه فعلاً أن يكبح سيطرة الحريديم على شتى جوانب الحياة في إسرائيل، ولا سيما في ضوء واقع أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو يعتبر الحريديم شركاءه الطبيعيين؟