· يمكن القول إن أي هجوم يقوم رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان بشنّه على إسرائيل يؤدي إلى رفع أسهمه في الشارع العربي. وينطبق هذا الأمر على آخر هجوم شنّه أردوغان في سياق الخطاب الذي ألقاه الأسبوع الفائت أمام مؤتمر للأمم المتحدة عُقد في العاصمة النمساوية فيينا، والذي وصف فيه الصهيونية بأنها "جريمة ضد الإنسانية".
· وفي المقابل، نلاحظ أن العلاقات بين إسرائيل وتركيا آخذة في التحسن في الآونة الأخيرة، وخصوصاً على مستوى التعاون في المجالات التجارية والأكاديمية والعلمية. ومع ذلك، ما زال من الصعب أن تجد دبلوماسياً إسرائيلياً واحداً يعتقد أنه يمكن إعادة العلاقات بين الدولتين إلى مجراها الطبيعي في المستقبل المنظور.
· ويعود سبب ذلك أساساً إلى كون أردوغان مشغولاً في الوقت الحالي بإسقاط نظام بشار الأسد في سورية، ولديه شكاوى كثيرة من الولايات المتحدة، في مقدمها أنها لا ترسل أسلحة كافية إلى المتمردين السوريين، وذلك تحت وطأة ضغوط تقوم إسرائيل بممارستها عليها، نظراً إلى اعتقاد هذه الأخيرة أن بقاء نظام الأسد ضعيفاً هو أفضل كثيراً من ترك ترسانة الأسلحة غير التقليدية الموجودة في حيازته تقع في أيدي منظمات "إرهابية"، أو عصابات إسلامية متطرفة.
· وهذا كله لا يعني أن العلاقات بين إسرائيل وتركيا لن تعود إلى مجراها الطبيعي، بقدر ما يعني أن الظروف الحالية غير مهيأة بعد لإمكان حدوث ذلك.