· يُعتبر وزير الدفاع الأميركي الجديد تشاك هيغل أحد أصدقاء إسرائيل في الولايات المتحدة، وأحد المتفهمين للمصالح السياسية والأمنية الإسرائيلية. ويمكن التأكد من هذا الأمر لدى مراجعة أشكال تصويته في مجلس الشيوخ الأميركي عندما شغل فيه منصب سيناتور عن ولاية نبراسكا خلال السنوات 1996-2008.
· ولا شك في أن تصريحاته المتعلقة بإيران، والتي يطالب فيها بإيجاد حل دبلوماسي للبرنامج النووي الإيراني، تعبّر عن موقف يتطابق مع موقف الرئيس الأميركي باراك أوباما في هذا الشأن، فضلاً عن أنه لا يختلف من ناحية جوهرية عن مواقف يتبنّاها مسؤولون حاليون وسابقون في إسرائيل، مثل رئيس الدولة شمعون بيرس، ورئيس الحكومة السابق إيهود أولمرت، ووزير الدفاع المنتهية ولايته إيهود باراك، ورئيس جهاز الموساد السابق مئير داغان.
· ولا بُد من الإشارة إلى أن هيغل، بصفته وزير الدفاع، غير مسؤول عن صوغ سياسة الولايات المتحدة الخارجية، ولذا، فإن الادعاء أن تعيينه في هذا المنصب سيؤثر في العلاقات الخاصة القائمة بين الولايات المتحدة وإسرائيل هو ادعاء عار عن الصحة تماماً، إذ إنه معروف أن هذه العلاقات وثيقة للغاية، ولا سيما في المجالات الأمنية.
· وبرأيي، فإن محاولة إسرائيل إحباط تعيين هيغل عزّزت شعوراً سلبياً لدى عدد من المسؤولين في الولايات المتحدة بأن القدس تتدخل زيادة عن اللزوم في الشؤون الأميركية الداخلية. وبناء على ذلك، فإن الحكومة الإسرائيلية المقبلة ستحسن صنعاً إذا ما وجدت الطريق الأفضل للتعاون مع هيغل الذي سيبقى في منصب وزير الدفاع حتى سنة 2016، وخصوصاً بعد أن باءت محاولتها الرامية إلى إحباط تعيينه بالفشل أكثر من مرة.