اتفاق الإطار ليس إعلاناً للحرب على إسرائيل ولا هو خيانة أميركية
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·      بالأمس بدأ رئيس الحكومة زيارته إلى الولايات المتحدة حيث سيبحث مع الرئيس الأميركي باراك أوباما مواصلة العملية السياسية، وصياغة اتفاق إطار، والمكانة الجديدة لإيران. لكن الروح القتالية التي يحملها نتنياهو معه تهدد بإفشال المسعى السياسي.

·      والشروط الحالية ملائمة لذلك، فالأزمة في أوكرانيا والتهديد بالحرب يشغلان البيت الأبيض ويحولان الاهتمام العام عن النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني. وهناك محمود عباس الذي خرج محبطاً من اجتماعه الأخير مع وزير الخارجية جون كيري إلى حد التهديد بأزمة، ولامبالاة الرأي العام الإسرائيلي، والضغط الكبير لليمين الذي يمنح نتنياهو دعماً قوياً. ويمكن ان نضيف إلى ذلك الدعم التقليدي لمنظمة الأيباك لسياسته.

·      تصب جميع هذه الشروط في مصلحة نتنياهو الذي يضع نصب عينيه هدفاً واحداً: إنقاذ نفسه ودولة إسرائيل من المفاوضات التي قد تؤدي إلى انسحاب من المناطق، وتثمر اتفاقاً للسلام. لقد بدأ الجدول الزمني يضيق، ومن هنا سعي نتنياهو إلى التخلص بسلام من ضغط الشريك الأميركي الذي يصر على ايصال الطرفين إلى توقيع اتفاق إطار. وفي الواقع، فخلال أشهر المحادثات العقيمة الماضية اتضح أن المفاوضات ليست بين إسرائيل والفلسطينيين بقدر ما هي بين إسرائيل وواشنطن. وهي مفاوضات كانت ولا تزال عقيمة، طافحة بالافتراءات ضد كيري، وبالإيحاءات القاسية ضد أوباما والسخرية من سياسته إزاء إيران وسورية، واستخدام اللوبي اليهودي من أجل إلحاق الضرر بهذه السياسة. وقد أضيفت إلى هذا كله مبادرات قومية مثل قانون الاستفتاء العام والمطالبة بالاعتراف بالدولة اليهودية، تستهدف افشال أي احتمال ضعيف بتوقيع اتفاق سلام.

·      لكن على الرغم من هذا كله، فالشريك الأميركي لم يتراجع. ونأمل ألا يتخلى خلال الاجتماع مع نتنياهو عن جهوده الضخمة، وأن يوضح لنتنياهو ولدولة إسرائيل ما الذي سينجم عن خسارة الشريك الأميركي في العملية السياسية. وإذا كانت واشنطن تعتقد أن استمرار النزاع لا يلحق الضرر بمستقبل إسرائيل فحسب بل أيضاً بمصالح أميركية حيوية، فإنه يتعين عليها أن تقول ذلك علناً وأن تزيد من ضغطها على الطرفين.

·      لا يذهب نتنياهو إلى واشنطن بوصفه ممثلاً لليكود أو إسرائيل بيتنا، ولا بوصفه ناطقاً باسم حزب البيت اليهودي، بل بوصفه رئيساً لحكومة إسرائيل. ولذا ينبغي عليه أن يولي أهمية عليا لاتفاق السلام وإزالة العوائق التي تعترض طريقه، والتوقف عن اتهام الفلسطينيين بإفشال العملية السلمية، والاستفادة من جهود أوباما. ويجب على نتنياهو أن يدرك أن اتفاق الاطار ليس اعلاناً للحرب على إسرائيل، وبالطبع ليس خيانة أميركية، ويتعين عليه ألا يقوم بتخريبه.