الانتخابات الأخيرة أثبتت رغبة الشعب في حكومة تضمّ وجوه جديدة وشابّه
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

·       يريد نتنياهو تأليف حكومة تشمل الجميع وتحصل على تأييد 80 عضواً في الكنيست، وتضم الليكود والحريديم ولبيد، وحتى ليفني وموفاز. فمثل هذه الحكومة ستكون طبعاً مستقرة، ولن يستطيع أي حزب التهديد بالاستقالة منها والتسبب بسقوطها. لكنها ستكون أيضاً حكومة مشلولة، إذ سيقوم كل طرف بعرقلة الطرف الذي في مواجهته، والنتيجة الوحيدة التي سنحصل عليها هي أربعة أعوام أُخرى من حكم نتنياهو وصفر إنجازات.

·       لكن مثل هذه الحكومة غير ممكن، لأن لبيد لن يشارك في ائتلاف مع الحريديم، إذ إن هذا سيكون بمثابة انتحار سياسي، ولأنه سيصبح غير قادر على الوفاء بأي من الوعود التي قطعها لناخبيه، لا وعده بفرض الخدمة الإلزامية على الحريديم، ولا وعده بتخفيض غلاء المعيشة بالنسبة إلى الطبقة الوسطى. وسيبقى الحريديم، بصورة خاصة، مستفيدين من السكن المدعوم، ولن تضاف مادتا تعليم الرياضيات واللغة الإنجليزية إلى مناهج الحريديم التعليمية، وبالتالي لن يستطيعوا الحصول على عمل مجزٍ حتى لو أرادوا ذلك. وستكون النتيجة تحميل الطبقة الوسطى مزيداً من الضرائب، وأن تحمل على ظهرها مرة أُخرى الحريديم الطفيليين.

·       يعتقد كثيرون أن الحلقة الأضعف في حلف لبيد - بينت هو نفتالي بينت الذي قد يرضخ نتيجة الضغط الذي يمارس عليه، ويدخل إلى حكومة مع الحريديم ومن دون لبيد، ولكن هؤلاء لا يدركون أن هناك حساباً طويلاً ومعقّداً للصهيونية الدينية مع الحريديم الذين سلبوها المواقع ومراكز النفوذ في جميع الوظائف والأجهزة الدينية، بدءاً من الحاخامية الرئيسية، مروراً بالمجالس الدينية، وانتهاء بأجهزة الكشروت [الطعام الحلال].

·       ومن هنا، فإن الخيار الحقيقي المتاح أمام نتنياهو هو تأليف حكومة مع الحريديم وشيلي يحيموفيتش، أو مع لبيد وبينت. ومن لا يزال يتذكر أن سبب تقديم الانتخابات كان الحاجة إلى إجراء تقليصات كبيرة في الميزانية، وتنفيذ إصلاحات وتغييرات تُخرج الاقتصاد الإسرائيلي من التباطؤ، عليه أن يحسم الأمر في اتجاه حكومة تجمع لبيد وبينت، ذلك بأن وجودهما سيسمح بتطبيق التقليصات الضرورية، وسيشجع على المنافسة، وسيخفض الضرائب وغلاء المعيشة، ويقلص الفقر. ومعهما فقط يمكن إجراء الإصلاح المطلوب في قطاع الإسكان، وتخفيض أسعار الشقق السكنية.

·       وعندما سيحين الوقت لتوقيع اتفاق سياسي، يمكن لبينت الاستقالة من الحكومة، وسيصار إلى تأمين أغلبية في الكنيست مع حزب العمل وحركة ميرتس والأحزاب العربية، وسبق أن حدث هذا في الماضي.

 

·       لقد أثبتت الانتخابات الأخيرة رغبة الشعب في التغيير وبوجوه جديدة، فهو يريد حكومة مع قوى شبابية، وليس حكومة وجوه قديمة. ونظراً إلى أن يحيموفيتش لا ترغب في الانضمام إلى الحكومة، فإن على نتنياهو أن يؤلف حكومته مع لبيد وبينت.