جولة المحادثات الجديدة بين الدول العظمى وإيران ستكون مجرد إضاعة للوقت
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

·       من المتوقع أن تبدأ اليوم (الثلاثاء) في كازاخستان جولة جديدة من المحادثات بين مجموعة 5+1 [الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي+ ألمانيا] وإيران، والتي تهدف إلى إيجاد حل دبلوماسي لأزمة البرنامج النووي الإيراني، وذلك بعد مرور نصف عام على آخر جولة محادثات بين الجانبين.

·       ويبدو منذ الآن أن هذه الجولة الجديدة ستكون مجرد إضاعة للوقت. وفضلاً عن ذلك، فإن إيران، ومنذ الجولة السابقة، نجحت في تركيب أجهزة طرد مركزية جديدة ذات قدرة [على تخصيب اليورانيوم] تفوق القدرة التي كانت لدى أجهزة الطرد المركزية القديمة بثلاثة أضعاف. كما أنها نجحت في أن تراكم مزيداً من كميات اليورانيوم المخصّب الموجود في حيازتها، وفي أن تستكمل الاستعدادات المطلوبة لتفعيل مفاعل المياه الثقيلة في أراك، وفي أن تخفي كثيراً من المعلومات في منشأة برتشين النووية [حيث يتم العمل على إنتاج رؤوس حربية نووية] عن أعين مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وهذه الخطوات كلها من شأنها أن تجعل الإيرانيين يتقدمون خطوات كبيرة إلى الأمام على طريق إنتاج أول قنبلة نووية.

·       وليس من المبالغة القول إن إيران لم تقدم على أي خطوة تهدف إلى بناء الثقة بينها وبين الدول الغربية، وبناء على ذلك، فإن أقصى ما يمكن أن تسفر عنه جولة المحادثات الحالية هو صدور إعلان بشأن عقد جولة أُخرى من المحادثات في المستقبل. ويبدو أن الدول الغربية تنتظر حزيران/ يونيو المقبل الذي ستجري فيه انتخابات الرئاسة في إيران، وهي تأمل بأن تؤدي إلى انتخاب رئيس جديد يكون براغماتياً وعلى استعداد لإجراء محادثات جادة تتعلق بكبح البرنامج النووي الإيراني. لكن ما يجب قوله هو أنه حتى إذا ما تحقق هذا الأمل، فإن المسؤولية المطلقة عن شؤون البلد، وعن البرنامج النووي، موجودة في يد الزعيم الروحي علي خامنئي الذي لا يحظى بثقة دول الغرب، ولا يخضع لأي ضغوط داخلية.

 

·       بموازاة ذلك فإن الإيرانيين متأكدون من أن أي جهة لن تفكر في اللجوء إلى الخيار العسكري ضد بلدهم في غضون الأشهر القليلة المقبلة، ذلك بأنهم لم يتجاوزوا حتى الآن الخطوط الحمر التي رسمها رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، ولا الخطوط الحمر التي رسمتها الإدارة الأميركية. ولذا يمكنهم الاستمرار في الإصرار على مواقفهم من خلال درس تجربة دولتين فيما يتعلق ببرنامجهما النووي: الأولى، تجربة ليبيا التي تنازلت طوعاً عن برنامجها النووي وأدى ذلك إلى تعرّضها للهجوم ومن ثم تفككها؛ الثانية، تجربة كوريا الشمالية التي أصرّت على أن تتمسك ببرنامجها النووي، على الرغم من التهديدات الأميركية لها.