يجب الانتباه إلى ما يحدث في غزة
تاريخ المقال
المصدر
- مع نهاية كل أسبوع من أسابيع شهر رمضان، دخل الى اسرائيل ما بين 170 ألفاً الى 200 ألف فلسطيني من سكان الضفة. أمضوا أوقاتهم في المجمعات التجارية وعلى شواطئ البحر، وزاروا الأصدقاء والأقارب. دخل عشرات الآلاف من السياح الفلسطينيين إلى اسرائيل من دون شكاوى ولا وقوع حوادث أو عنف، تماماً مثلما كان عليه الوضع في السنوات البعيدة ما قبل الانتفاضتين. وانتهجت الإدارة المدنية وقيادة المنطقة الوسطى تسهيلات في المعابر بمناسبة العيد.
- تاريخياً، يعتبر الأسبوع الأخير من رمضان أسبوعاً صعباً على صعيد التوتر وعمليات الارهاب، ما أدى إلى رفع درجة الجهوزية والتأهب في الفرق العسكرية المنتشرة في المناطق.
- في غزة كان شهر رمضان هذه السنة كئيباً. صحيح أن المواد الغذائية لم تنقص، ولكن أمل قادة حركة "حماس" وسكان غزة في الصعود مع موجة انتصار الإخوان المسلمين في العالم العربي انطفأ دفعة واحدة. وتعيش غزة اليوم حالة حصار ولكن هذه المرة ليس من جهة اسرائيل، بل من جهة الجيش المصري الذي يتجرأ على قمعها مثلما لم تتجرأ اسرائيل على فعله أبداً.
- في نهاية الشهر الماضي توجه أنصار "حماس" الى المصريين وطلبوا منهم فتح معبر رفح بسبب النقص في البضائع، فردّ عليهم المصريون: أنتم تكذبون، الأنفاق تعمل والارهابيون من الجهاد العالمي يدخلون ويخرجون عبرها. وإذا كانت لديكم مشكلة فالأفضل أن تتعاملوا معنا من خلال أبو مازن.
- بالنسبة لحكام مصر الجدد، حركة "حماس" هي العدو، وهم لا يسمحون للأموال الأجنبية من تركيا مثلاً، بالدخول الى غزة. أما زعيم "حماس" خالد مشعل النجم الصاعد في سماء السياسة الفلسطينية، فقد اختفى وصمت.
- تعاني "حماس" من عدد من المشكلات الداخلية، فسياسة ضبط النفس ووقف النار تجاه اسرائيل تثير عليها الجهاد الاسلامي والفصائل المتطرفة. وبالفعل، شهدت الأسابيع الاخيرة عدة حوادث اطلاق نار من غزة اتجاه إسرائيل لم تنجح "حماس" في لجمها. وبالتوازي يوجد ارتفاع كبير في التوجيهات الصادرة عن نشطاء "حماس" في غزة إلى أنصارهم في الضفة الغربية لزيادة العمليات الارهابية.
- يقف قادة "حماس" أمام منعطف ويتساءلون كيف يخرجون من دائرة الاختناق، وثمة إمكانية كبيرة أن يقرروا معاودة عملياتهم ضد اسرائيل كي يعودوا الى الصورة.