لا يجوز التخلي عن القدس
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

 

  • أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو خلال جلسة الحكومة الأسبوعية [الأحد] ما يلي: "صادقت الحكومة على قائمة جديدة من المستوطنات والبلدات التي تحظى بأفضلية وطنية عليا [من حيث صرف الميزانيات]... وسنحدد في هذه القائمة خريطة المستوطنات والبلدات الإضافية التي تستحق أن تحظى برعاية خاصة من جانب الحكومة. وهناك مدينة واحدة يجب أن تبقى في صدارة القائمة هي عاصمتنا القدس".
  • أود أن أطرح على رئيس الحكومة والسياسيين الآخرين السؤال التالي: ألا تتعبون من تكرار هذه الشعارات؟ ومع أني لم أقم بتعدادها، لكنني متأكد من سماعي هذه الكلمات الرائعة حول الأولويات التي ستستفيد منها القدس، عاصمتنا الأبدية، مئات بل آلاف المرات. وبقدر ما تعلو التصريحات، تغرق المدينة أكثر فأكثر.
  • إن القدس مقبلة الآن على انتخابات المجلس البلدي، ووضعها صعب، فهي تعاني بسبب الركود الاقتصادي والنزوح. ويقول وزير الإسكان أوري أريئيل إن "الأزواج من الشبان يغادرون المدينة بسبب أسعار المساكن". قطاع التعليم بحاجة ماسة إلى النهوض، ولم آت على ذكر أوضاع النظافة والصرف الصحي في المدينة، فالبلدية لا تملك المال الكافي لإصلاح البنى التحتية لأن القليل من سكانها فقط يدفعون ضريبة الأملاك. والأهم من كل شيء، من المتوقع أن تصبح المدينة العاصمة في غضون سنوات معدودة بجزءيها الشرقي والغربي، مدينةً معاديةً للصهيونية علناً [بسبب اليهود المتدينين المعادين للصهيونية].
  • ونظراً إلى الوضع الحالي، فعلى الحكومة الإسرائيلية أن تتدخل في تحديد طابع المدينة من أجل إنقاذها من نفسها، فما هو السبيل؟
  • يمكن ذلك من خلال رصد ميزانيات كبيرة من دون تصريحات فارغة. القدس ينبغي أن تصبح مشروعاً وطنياً وعالمياً ملحاً سواء بالنسبة إلى الحكومة أو بالنسبة إلى الشعب اليهودي في الشتات. ومن خلال ميزانيات ضخمة يمكن تغيير التركيبة السكانية والديمغرافية للمدينة. هذه هي المهمة الرئيسية: تعزيز حضور القطاع الصهيوني والعلماني والإنتاجي في المدينة.
  • تحتاج المدينة إلى رؤية بعيدة المدى؛ دعونا نجعل منها منطقة تجارة حرة ونجذب الاستثمارات من مختلف أنحاء العالم لنشجع اقتصاداً ينبض بالحياة. دعونا نلغي ضريبة القيمة المضافة كخطوة أولى، مثلما فعلنا في إيلات. دعونا نحوّل شارع يافا على طوله وسط المدينة إلى جامعة كبيرة حيوية مثل جامعة السوربون في باريس. دعونا نسيّر خط السكك الحديدية إلى تل أبيب. دعونا نعلن مناقصات حكومية ونبني مساكن للأزواج الشبان الذين أنهوا خدمتهم العسكرية ونخصص لهم شققاً بإيجارات متدنية. أين؟ هناك مساحات كافية لذلك.
  • هناك بعض الخطوات المنفذة في الاتجاه الصحيح، فإن مجمع "محطة السكك الحديدية" الجديد الذي افتتح في المدينة مكان جميل. أما مجمع "سينما سيتي" فيجب أن يفتح يوم السبت إذا كانت الحكومة تريد إبقاء السكان العلمانيين الذين أصبحوا أقلية. هناك بالتأكيد أفكار أخرى أفضل بكثير من هذه، لكن تحقيقها يحتاج إلى قيادة وطنية، يهودية - صهيونية تعي حقيقة الوضع المتدهور للمدينة.
  • وماذا بالنسبة لرئيس البلدية؟ إنه للأسف مقيّد بصلاحيات وقدرات محدودة، فهو لا يستطيع تنفيذ تغييرات ضخمة مثل إعلان "خطة مارشال" للقدس، أو نفضها من الأساس وإعادة تجميعها. هذا الأمر يتخطى قدرات أي فرد، بغض النظر عما إذا كان اسمه نير بركات أو موشيه ليون الآتي من "جفعتايم".