المحاولات الأخيرة لتسوية الأزمة الدبلوماسية بين إسرائيل وتركيا باءت بالفشل
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

المؤلف

 

·       لا شك في أن لدى كل من إسرائيل وتركيا أسباباً كثيرة تدفعهما إلى وضع حد للأزمة الدبلوماسية الناشبة بينهما، وإعادة علاقاتهما إلى مجراها الطبيعي. ولعل في طليعة هذه الأسباب انشغال الدولتين بآخر الأوضاع في سورية، وضعف نظام الرئيس بشار الأسد، والاهتمام بما سيحدث في هذا البلد في حال انهيار هذا النظام، وبالجهات التي ستسيطر على ترسانة الأسلحة الضخمة التقليدية وغير التقليدية الموجودة في حيازته. ووفقاً لآخر التقديرات السائدة في إسرائيل، فإن من المتوقع أن يتم تقسيم سورية إلى منطقتين، وأن تنعكس الحرب الأهلية الدائرة فيها على جميع الدول المجاورة لها، بما في ذلك إسرائيل وتركيا.

·       بموازاة هذا كله، بات من الواضح أن نفوذ إيران داخل سورية أصبح حاسماً، وهي تبذل كل ما في وسعها من أجل الحفاظ على بقاء نظام الأسد، سواء من خلال التدخل المباشر، أو من خلال حزب الله. ومع ذلك، فإن تركيا ما زالت تتلكأ في تعزيز تحالفها مع إسرائيل لمواجهة تصاعد الخطر الإيراني.

·       وقد جرت في الأيام الأخيرة محاولة إسرائيلية أُخرى لإنهاء الأزمة مع تركيا، إذ عقد رئيس هيئة الأمن القومي [في ديوان رئيس الحكومة الإسرائيلية] اللواء احتياط يعقوب عميدرور اجتماعاً بالمدير العام لوزارة الخارجية التركية في العاصمة الإيطالية روما، لكنه لم يسفر عن أي نتائج إيجابية. ومعروف أن تركيا تطالب إسرائيل برفع الحصار الذي تفرضه على قطاع غزة، وبتقديم اعتذار رسمي عن الهجوم الذي قامت قوات الكوماندوس التابعة لسلاح البحر الإسرائيلي في أيار/ مايو 2010 بشنّه على سفينة "مافي مرمرة" التركية التي كانت جزءاً من قافلة السفن التي كانت متجهة إلى قطاع غزة، وبدفع تعويضات للجرحى وعائلات القتلى الذين سقطوا في هذا الهجوم.

·       وقد شهدت العلاقات الأمنية بين الدولتين مؤخراً بعض التحسن، في إثر قيام إسرائيل بتزويد تركيا بمنظومات قتالية إلكترونية متطورة من شأنها أن تحسّن قدرات طائرات الإنذار لدى سلاح الجو التركي. غير أن مصادر مطلعة في تركيا تؤكد أن رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان ينتظر أن تؤلَّف حكومة جديدة في إسرائيل لا تضم وزير الخارجية السابق أفيغدور ليبرمان من أجل تحسين العلاقات معها. ومع ذلك، فإن التقديرات السائدة في إسرائيل تشير إلى أن احتمالات تسوية الأزمة القائمة بين الدولتين في الأفق المنظور ما زالت ضئيلة.