· من الصعب حالياً معرفة تركيبة الائتلاف الحكومي المقبل، لكن نستطيع أن نشير إلى بعض من صار من المؤكد أنهم سيكونون فيه، وفي طليعة هؤلاء الكتل الحريدية. إذ منذ اللحظة التي أعلن يائير لبيد [زعيم الحزب الجديد يوجد مستقبل] نيته أن يحل محل نتنياهو في رئاسة الحكومة خلال عام ونصف عام، اتُّخذ قرار إشراك الحريديم في الحكومة. فنتنياهو لا يستطيع الاعتماد على شريك كبير في الائتلاف الحكومي يصرح علناً بأنه يريد إسقاطه، وينتطر الوقت الملائم كي يحل محله، بينما أثبت الحريديم ولاءهم لنتنياهو، وانضمامهم إلى الحكومة معناه استقرار هذه الحكومة.
· لقد ألحق تصريح لبيد الضرر به، وبدلاً من أن يساعده على تحقيق إنجاز سريع يدفع بالحريديم إلى صفوف المعارضة، أدى به إلى العكس تماماً، وحوّل الحريديم إلى ركن أساسي في الحكومة. وليس مستغرباً أن يجد عدد من مؤيّدي لبيد تصريحه متعالياً ولا يتسم بالحذر.
· ومع احترامنا الكلي للإنجاز الذي حققه حزب يش عتيد وعدد المقاعد التي حصل عليها، فإن من الصعب التعامل مع كلامه بصورة إيجابية، وذلك بعد أيام معدودة على تكليف نتنياهو تأليف الحكومة المقبلة.
· وفي مقابل لبيد، فإن نتنياهو لا يستطيع أن يثق بزعيم حزب البيت اليهودي، نفتالي بينت، فمنذ مغادرة هذا الأخير ديوان رئاسة الحكومة لم يتبادل نتنياهو معه كلمة واحدة. وقد تصافح الرجلان لأول مرة خلال الصورة المشتركة التي تجمع بين زعماء الأحزاب خلال افتتاح الكنيست الجديد، ولكن الجليد الحائل بينهما لم يذب.
· وفي الأيام الأخيرة يضغط كثيرون في تحالف الليكود - بيتنا على نتنياهو من أجل الاجتماع ببينت، وتحسين العلاقات فيما بينهما، وإعادة بناء الثقة. وحتى الآن ما زال نتنياهو يرفض ذلك، لكن التقديرات تميل إلى أن الرجلين، في مرحلة من المراحل، سيعودان إلى التعاون.
· من جهة أُخرى، تتحدث أوساط بينت في الأيام الأخيرة عن أجواء غير مريحة تسود قيادة الحزب بسبب خيبة الأمل من نتائج الانتخابات. وتقول هذه الأوساط إن بينت كان يتخيل نفسه الرئيس المقبل للحكومة، وإنه كان يعتقد أن هذه الانتخابات ستثبت قدرته على كسر الحاجز الذي يفصل جمهور حزبه عن الناس، وإنه سيقنع جماهير جديدة وكبيرة بدعم حزب المفدال. غير أن الحصول على 12 مقعداً في الانتخابات أثبت العكس، فصحيح أن بينت نجح في جذب العديد من المتدينين، وفي دفع التيارات المتعددة للصهيونية الدينية إلى التصويت لمصلحته على حساب حزب الليكود والأحزاب الأُخرى، لكنه لم ينجح في اختراق حدود جمهوره. فقبل عقد من الزمن حصل حزب المفدال على 11 مقعداً، وها هو اليوم يستعيد الإنجاز الذي سبق أن حققه.