من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· كشفت الأزمة التي افتعلها حزب الله هذا الأسبوع الواقعَ الصعب الذي تعيشه جارتنا الشمالية. فلبنان كيان سياسي متعدد الطوائف، حاول خلال عشرات الأعوام الحفاظ على توزان مزيف، لكن مستقر، بين الموارنة والسنة والشيعة والدروز، واحتمى بظل سورية التي لا تعترف باستقلاله. وقد مزقته الحروب الأهلية والصراعات الميليشياوية والعائلية، واضطر أكثر من مرة إلى الاستنجاد بالتدخل الغربي والعربي، كما اضطر إلى الخضوع لسيطرة منظمة التحرير الفلسطينية التي أقامت فيه دولة داخل دولة.
· وأدى غزو الجيش الإسرائيلي لبنانَ في سنة 1982، والناتج من القرار المريع الذي اتخذته حكومة مناحم بيغن وأريئيل شارون، إلى التسريع في صعود المنظمات الشيعية، أولاً حركة أمل، ومن بعدها حزب الله، وإلى أن تفرض إيران الثورية وصايتها على حزب الله. كما أدى اغتيال إسرائيل عباسَ الموسوي إلى وصول السيد حسن نصر الله، الزعيم الشاب والقوي والكفوء، إلى رئاسة الحزب، والذي استطاع مع أنصاره، وبالتدريج، فرض سيطرته على بيروت.
· لم تغير حرب سنة 2006 شيئاً من هذه الحقيقة. ومن المثير للاستغراب أن هذا الوضع لم يتغير أيضاً بعد التطورات التي حدثت في أعقاب اغتيال رفيق الحريري، وخروج القوات السورية من لبنان، وبروز تيار تزعّمه سعد الحريري، وترؤس هذا الأخير للحكومة. وفي الواقع، فقد حكم الحريري بفضل قتلة والده وبفضل سورية.
· ربما يشعل السيد نصر الله النار شخصياً في اتجاه إسرائيل، لكن الوقت الآن هو وقت الحكمة والحفاظ على الصمت، ومتابعة الأحداث عن بعد، والحفاظ على الجهوزية، وعدم استخدام السلاح.
· هذا هو التحدي الذي تواجهه حكومة إسرائيل، وهو الاختبار الأخير لرئيس الأركان المنتهية ولايته غابي أشكنازي كي يستخدم نفوذه المعتدل ويدعو إلى ضبط النفس، وعدم التورط في تدخل جديد في لبنان.