بحث جديد لأحد كبار خبراء المنظومات المضادة للصواريخ: الجيش الإسرائيلي لم يستوعب إلى الآن الخطر الاستراتيجي الكامن في الصواريخ
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

أكد بحث جديد أجراه عوزي روبين، الذي يُعتبر أحد كبار الخبراء في إسرائيل في مجال المنظومات المضادة للصواريخ، والذي كان أحد صانعي منظومة "حيتس" وأول رئيس لمديرية تطوير المنظومات المضادة للصواريخ في وزارة الدفاع الإسرائيلية، أن الحكومات الإسرائيلية على مدار العقدين الفائتين لم تفعل ما فيه الكفاية في مجال حماية السكان المدنيين في إسرائيل من خطر الصواريخ.

ووفقاً لبحث روبين، الذي بدأ بإعداده في سنة 2008 وصدر الآن عن "مركز بيغن - السادات للدراسات الاستراتيجية" في جامعة بار ـ إيلان، فإن الحكومات الإسرائيلية لم تتعامل مع خطر الصواريخ باعتباره إحدى قضايا الأمن القومي، الأمر الذي أسفر عن تحوله بمرور الوقت إلى خطر استراتيجي حقيقي.

ويوضح بحث روبين أن خطر الصواريخ بدأ يلوح في أواخر ثمانينيات القرن الفائت، وعندها بدأ في إسرائيل التفكير في تطوير منظومة "حيتس" المضادة للصواريخ، وذلك رداً على صواريخ "سكود" السورية المزودة برؤوس كيماوية. وفي بداية التسعينيات دفع كل من يتسحاق رابين وموشيه أرنس [كلاهما تولى منصب وزير الدفاع] مشروع تطوير منظومة "حيتس" قدماً، على الرغم من أن قيادة الجيش الإسرائيلي عارضت ذلك بقوة كبيرة. وفي أواسط التسعينيات بدأ التفكير في تطوير منظومة مضادة للصواريخ تعمل بأشعة الليزر، وهي منظمة "ناوتيلوس"، غير أن دعم المشروع توقف في سنة 2005، لأن الجيش الإسرائيلي لم يُبد استعداداً للاستمرار في الاستثمار فيها.

كما يؤكد بحث روبين أن الجيش الإسرائيلي بقي معارضاً تطوير منظومات مضادة للصواريخ حتى بعد سقوط أول قذيفة هاون من غزة على إسرائيل في سنة 2001. وهو يدّعي أيضاً أنه على الرغم من تطوير منظومة "القبة الحديدية" [المضادة للصواريخ القصيرة المدى] مؤخراً، فإن الجيش الإسرائيلي لا ينوي أن ينصبها في المستوطنات المحاذية لغزة، وسيحتفظ بها في قواعد سلاح الجو في الجنوب.

ويخلص هذا البحث إلى نتيجة فحواها أن "الجيش الإسرائيلي لم يستوعب إلى الآن أن هناك حاجة قصوى إلى حماية السكان المدنيين في إسرائيل من خطر الصواريخ الذي يخيم فوق رؤوسهم من الجنوب ومن الشمال". وبناء على ذلك، فإنه في حال تجددت المواجهة العسكرية "فإن من المنطقي الافتراض أن يكون في إمكان الصواريخ التي في حيازة حماس أن تصيب أهدافاً مدنية وعسكرية في وسط إسرائيل، بما في ذلك تل أبيب ومطار بن - غوريون، وقواعد سلاح الجو في الجنوب. إن هذه الصواريخ باتت خطراً استراتيجياً حقيقياً".

ويختم روبين بحثه بالنبوءة المتشائمة التالية: "إن قيام كل من سورية وحزب الله وحماس بالتزوّد بصورة مكثفة بصواريخ وقذائف صاروخية تغطي أراضي إسرائيل كلها، يؤكد أن أي حرب استنزاف ستندلع في المستقبل على طول الحدود سرعان ما ستتحول إلى حرب استنزاف داخل دولة إسرائيل".