من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· على الرغم من المعنويات المرتفعة التي يحاول نتنياهو بثها، فإنه يمكننا تلخيص وضع الدولة بكلمة واحدة: سيىء، أو بكلمتين: سيىء جداً. فباستثناء الوضع الاقتصادي، فإن الدولة على حافة الانهيار سياسياً وقيمياً.
· إن اعتراف دول أميركا الجنوبية بالدولة الفلسطينية التي لم تنشأ بعد، ربما ينتشر مثلما ينتشر الحبر على ورقة نشاف. لقد كانت هذه الدول من أولى الدول التي اعترفت بإسرائيل في سنة 1948، لكن ذلك جاء بعد إعلان الأمم المتحدة قيام الدولة. إن "الاعتراف" بدولة غير موجودة بعد من شأنه أن يؤدي إلى أوضاع غير مرغوب فيها بالنسبة إلينا. إن نتنياهو يفتقر إلى الزعامة الخلاقة للمبادرة إلى دفع السلام إلى الأمام. وباعتباره سياسياً يركز جهوده على نفسه، فإنه يعدّ الأعوام المتبقية له حتى نهاية ولايته، متفادياً المفاوضات مع الفلسطينيين، ومركزاً على الخطر النووي الإيراني.
· لقد ركزت معركة نتنياهو الانتخابية على جدول زمني، وأوجدت معادلة شبّهت فيها اليوم الذي ستحصل فيه إيران على السلاح النووي بصعود النازيين إلى السلطة. ومنذ ذلك الوقت وجّه نتنياهو إنذاراً إلى العالم: إذا لم تتحرك أميركا [ضد إيران]، فإن إسرائيل ستضرب إيران. هذه الإنذارات لم تعجب الإدارة الأميركية، واعتبرتها محاولة من جانب نتنياهو لصرف الانتباه عن الحاجة إلى تقديم التنازلات المطلوبة منه من أجل التوصل إلى تسوية مع الفلسطينيين.
· عندما قام بوش الابن بغزو العراق مستنداً إلى معلومات مغلوط فيها، وتشير إلى وجود أسلحة دمار شامل لدى صدام حسين، فإنه اعتمد بصورة كبيرة على معلومات من إسرائيل. لا تحب الإدارة الأميركية أن تمارس إسرائيل الضغوط من أجل القيام بعملية عسكرية وأن تعتبر هذه العملية ذريعة لعدم التقدم في الموضوع الفلسطيني، وليس من قبيل المصادفة أن يطلب نائب الرئيس الأميركي من نتنياهو أن يخفف لهجته [لدى الكلام عن إيران].
· لا يمكن إدارة الدولة من دون مبادرات: فعدم تحرّك غولدا مئير أدى إلى نشوب حرب يوم الغفران [حرب تشرين]، وقد نشبت الانتفاضة الأولى بسبب تعنت يتسحاق شمير، أما الثانية فسببها الخطة غير الناضجة التي اقترحها باراك على عرفات في كامب ديفيد [صيف سنة 2000].
· هكذا، وبينما لا يقدّم بيبي أي فكرة خلاقة من أجل التوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين، نراه من ناحية ثانية يطلق مع باراك الإشارات القوية إلى أنه إذا لم تضرب أميركا إيران، فإننا نحن مَن سيقوم بضربها. إن مجرد فكرة مهاجمة إسرائيل لإيران يجب أن تثير لدينا القشعريرة. فحتى لو استخدمت أميركا القوة العسكرية ضد إيران، فإن الجبهة الداخلية الإسرائيلية هي التي ستكون هدفاً لمئات الصواريخ. وفي أي كارثة قد تقع، فإن إسرائيل هي التي ستتلقى الضربات، وهي التي ستُتهم بإشعال الحرب.
· لقد فاجأنا مئير داغان [الرئيس السابق للموساد]، عندما قال إن إيران لن تحصل على القنبلة النووية قبل سنة 2015. وهذا يتناقض مع ما قاله نتنياهو لأميركا ولمواطنيه، وقد أغضب كلام داغان نتنياهو، لأنه يضعف في رأيه الجهود الإسرائيلية لمحاربة البرنامج النووي الإيراني.
· داغان ليس رجلاً سياسياً، وإنما هو محترف، وبعد ثمانية أعوام قضاها في منصبه، فإن لتقديراته السياسية وزناً مهماً. ويمكن أن نضيف إلى موقفه هذا مواقف كل من وريثه في رئاسة الموساد، ورئيس جهاز الأمن العام [الشباك]، ورئيس الأركان، وقادة آخرين في الجيش، وكلهم من غير المتحمسين لهجوم عسكري على إيران.
· عندما يقول بيبي "سأفاجئكم"، هناك من يأمل بأنه سيركز على خيار التسوية السياسية مع سورية. فالثمن هناك معروف، وستضطر إسرائيل إلى تقديم تنازل كبير، لكن المقابل لذلك سيكون مهماً بالنسبة إلى سلامتها وأمنها. فسورية هي الدولة الوحيدة في المنطقة، العربية والعلمانية في آن واحد، والتي في إمكانها أن تخفف من عدائية حزب الله و"حماس"، كما أن من مصلحتها الحصول على دعم أميركي، والانضمام "إلى العرب الجيدين" في المنطقة. والاتفاق معها سيدفع الفلسطينيين إلى إبداء مزيد من المرونة.
· إن الثمن معروف بالنسبة إلينا، ومن المهم أن نتذكر أن الذي دفع الكنيست الرابع عشر إلى إقرار قانون هضبة الجولان قبل 30 عاماً [مناحم بيغن]، هو الذي أعاد سيناء كلها في مقابل السلام.