على إسرائيل إبداء حذر استثنائي في حدودها الشمالية
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

·       يبدو أن لبنان بدأ منذ أمس (الأربعاء) يسير في مسار العنف، وذلك بعد أن تهشمت جميع التسويات المتعلقة بالمحكمة الدولية الخاصة بعملية اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري. ولا شك في أن هذا الوضع يلزم إسرائيل أن تبدي حذراً استثنائياً في حدودها الشمالية، وهذا هو ما تقوم به فعلاً.

·       ومن الآن فصاعداً فإن التعامل مع لبنان يجب أن يتم باعتباره برميل بارود يمكن أن ينفجر في أي لحظة، وأن يرسل شظاياه في الاتجاهات كافة. وتشير تقديرات الموقف التي أجريت في إسرائيل في الآونة الأخيرة، بما في ذلك التقديرات التي جرت أمس (الأربعاء)، إلى أن حزب الله غير معنيّ بخلط الأوراق في الحدود الشمالية، وإلى أن قوة الردع الإسرائيلية ما زالت تقوم بدورها. وعلى ما يبدو، فإن الإيرانيين لم يمنحوا حزب الله ضوءاً أخضر لخوض مواجهة مع إسرائيل، ولا ينوون منحه ضوءاً أخضر كهذا.

·       مع ذلك، فإن ما يجب أخذه في الاعتبار هو أنه سيكون هناك حالات سيحاول حزب الله فيها أن يسخن منطقة الحدود مع إسرائيل من خلال جماعات "إرهابية" أخرى، وذلك كي يردع قوى غربية مثل فرنسا من إرسال قوات إلى لبنان.

·       وتجدر الإشارة إلى أن عملية استقالة وزراء حزب الله من حكومة سعد الحريري وتحويلها بالتالي إلى حكومة انتقالية، كانت وردت في السيناريوهات الممكنة لتطورات الأوضاع في لبنان، والتي طُرحت في إسرائيل، لكن احتمالاتها اعتبرت ضئيلة. بناء على ذلك، فإن الدرس الأهم الذي يجب استخلاصه هو أنه يمكن أن تُتخذ في لبنان قرارات لا تكون متطابقة مع التوقعات في إسرائيل، وهذا يعني أن على إسرائيل أن تكون في أقصى حالات التأهب في منطقة الحدود الشمالية في غضون الأسابيع القليلة المقبلة.

·        إن الصورة المرتسمة للأوضاع الحالية في لبنان تؤكد أن حزب الله سيستمر في ممارسة الضغوط الكبيرة التي من شأنها أن تتدهور إلى اندلاع أحداث عنيفة، وذلك بهدف إسقاط حكومة الحريري الانتقالية وإقامة حكومة أخرى بدلاً منها تقوم بقطع أي صلة مع المحكمة الدولية وتعلن رفضها قبول قرارها الظني. ولا شك في أن عامل الوقت مهم للغاية بالنسبة إلى حزب الله، ذلك بأن المحكمة الدولية قدمت قرارها الظني، وبالتالي فإن أسماء الذين اغتالوا رفيق الحريري يمكن أن تُنشر في غضون فترة أقصاها ثلاثة أشهر.