العميد تامير هايمن: الجيش السوري اكتسب خبرة قتالية كبيرة في حرب الشوارع، لكنه أصبح أضعف على صعيد القتال التقليدي مقارنة بالجيش الإسرائيلي
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

 

  • يوم الأربعاء الماضي أنهى العميد تامير هايمن مهمته قائداً للفرقة 36 في مرتفعات الجولان بعد عامين في منصبه، شهد خلالهما الجولان تطورات كبيرة نتيجة الحرب الأهلية السورية.
  • يقول هايمن في مقابلة أجرتها معه الصحيفة بمناسبة إنهائه مهمته، إنه يفخر بالمساعدة التي يقدمها الجيش الإسرائيلي للجرحى السوريين، وإن قرار إدخال الجرحى للمعالجة في إسرائيل اتخذ بصورة فورية من دون الرجوع إلى القيادة لأن المسألة مسألة أخلاقية.
  • وأشار هايمن إلى ثلاث مراحل مر بها القتال على الجانب السوري من الحدود. ففي رأيه أنه في بداية الثورة في آذار/مارس 2011 سقط حاجز الخوف من النظام لدى السوريين، فكانت التظاهرة التي قام بها الفلسطينيون في ذكرى النكبة بالقرب من السياج الحدودي ولم يكن في نيتهم يومها الدخول في مواجهة مع إسرائيل. وفي تقدير هايمن أن تحركهم لم يأت بإيحاء من الرئيس الأسد.
  • وبعد مرور شهر أراد النظام السوري استغلال الحادثة فنظم تظاهرات جديدة في ذكرى النكسة. لكن الجيش الإسرائيلي رد هذه المرة بقوة على المتظاهرين الذين حاولوا اختراق الحدود، ما أوقع 20 قتيلاً وأثار هلع دمشق ولا سيما بعد احداث العنف التي نشبت في مخيم اليرموك القريب من العاصمة. ومنذ تلك الفترة يحاول الرئيس الأسد تهدئة الحدود بشتى الوسائل.
  • أما المرحلة الثانية فبدأت مع نهاية 2011، بمحاولة النظام قمع الانتفاضة الشعبية ضده في المدن الكبرى بالقوة. وهنا ارتكب الأسد خطأً خطيراً، فقد أهمل حدود الدولة مما أدى إلى وقوعها تدريجياً في قبضة الثوار الذين حولوها إلى مصدر لتجنيد المتطوعين، والحصول على السلاح والمساعدة اللوجستية من الأردن والعراق وتركيا. وفي صيف 2012 وصل القتال إلى مرحلة متقدمة في الجولان حيث نجح الثوار في احتلال جزء كبير من المنطقة الفاصلة المحاذية للحدود مع إسرائيل وأقاموا ثلاثة جيوب آخذة في الاتساع .
  • يقع الجيب الأكبر جنوب الجولان ويسيطر عليه الثوار الأكثر تشدداً من أنصار الجهاد الإسلامي التابعين للقاعدة، وإلى جانبه جيبان في وسط الجولان وفي الشمال على جانبي بلدة القنيطرة الحدودية.
  • وفي المرحلة الثالثة الحالية، برز نوع من التعادل في قوى الطرفين، لكن الوضع يظل غامضاً للغاية.
  • وفي رأي هايمن أن الجيش السوري اكتسب خبرة قتالية كبيرة في حرب الشوارع ، لكنه على صعيد القتال التقليدي (استخدام الدبابات والفرق والألوية)، أصبح أضعف مقارنة بالجيش الإسرائيلي.
  • وأشار هايمن إلى صعود قوة التنظيمات التابعة للجهاد العالمي، وفي تقديره أن عددهم في جنوب الهضبة ارتفع من 300 الى 10.000، وأن جدول عملهم واضح وهو اسقاط نظام بشار الأسد وإنشاء حكم يستند إلى الشريعة الإسلامية في المناطق الواقعة تحت سيطرتهم.
  • صحيح أن إسرائيل لا تشكل الآن أولوية بالنسبة لهذه التنظيمات، لكن ذلك قد يتغير في أي لحظة. وفي رأي هايمن أن على إسرائيل الاستعداد لمواجهة هذا الخطر.