تحديات كثيرة أمام الحاكم الجديد للمصرف المركزي
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

 

  • بعد مرور يومين على سحب البروفسور فرنكل ترشيحه لهذا المنصب، اختار رئيس الحكومة نتنياهو ووزير المال يائير لبيد كبير اقتصاديي "بنك هبوعاليم" البروفسور ليو ليدرمان لمنصب الحاكم.
    وعلى افتراض أن يمرّ تعيين ليدرمان بسلاسة، فمن المنتظر أن يواجه الحاكم الجديد تحديات اقتصادية كبرى، بعضها مباشر في حين تبدو أخرى في الأفق.
    إن أول هذه التحديات معالجة تدريجية ومسؤولة لفقاعة أسعار العقارات المبنية التي تخنق جيلاً كاملاً من شبان مقبلين على الزواج يعجزون عن تحقيق أحلامهم في تملك شقة سكنية. وهذه ضائقة خطيرة لا يملك لها مصرف إسرائيل المركزي سوى حلول محدودة، لكن من واجبه أن يحاول تقديم المساعدة بواسطة الأدوات المالية المتوافرة لديه، وأن يسعى إلى تطوير أدوات أخرى يضيفها إلى ترسانته لمعالجة هذه الضائقة.
    أما التحدي المقبل فيتصل بالسياسة النقدية التي سينتهجها الحاكم الجديد لمصرف إسرائيل المركزي، فسعر صرف الدولار الأميركي يواصل انخفاضه أمام الشيكل الإسرائيلي، وسيضطر الحاكم الجديد إلى اتخاذ قرار غير سهل: هل ينبغي الاستمرار في تكديس احتياطي العملات الصعبة القابع في خزنة مصرف إسرائيل المركزي؟ هذا ليس قراراً بسيطاً لكن لا مفر من اتخاذه، فإن تراجعاً كبيراً إضافياً في سعر صرف الدولار الأميركي كارثي بالنسبة للاقتصاد الإسرائيلي الذي يعتمد على التصدير.
  • أما التحدي الثالث الذي يلوح في الأفق فهو التحضير لعصر ارتفاع أسعار الفائدة بوتيرة أسرع مما تبدو عليه الآن. هذا هو عصر ما بعد "إجراءات التيسير الكمي" quantitative easing التي نفذها بن برنانكي [رئيس مجلس الاحتياط الفدرالي (المصرف المركزي) الأميركي]. ونذكّر بأنها إجراءات التحفيز التي سمحت لحاكم المصرف المركزي في الولايات المتحدة بضخ الأموال في الأسواق المالية بهدف إنعاش الاقتصاد الأميركي، ومتى توقف هذا الضخ هناك احتمال كبير أن ترتفع أسعار الفائدة في الولايات المتحدة. وآنذاك، لا مفر من زيادة أسعار الفائدة في إسرائيل أيضاً.
  • من الخطأ اعتقاد أن مهمة حاكم المصرف المركزي تتوقف عند مداولات أسعار الفائدة الشهرية. فنحن منذ سنوات غارقون في عصر حاكمي المصارف المركزية الذين يتصرفون كأبطال خارقين في مجال السياسة النقدية. فبحكم دورها الرقابي، أخذت المصارف المركزية في دول العالم تمارس سياسة تدخلية متزايدة في اقتصادات هذه الدول.

وهكذا، يقوم برنانكي بضخ الأموال من دون انقطاع في الأسواق للمحافظة على النمو الاقتصادي الأميركي والعالمي أيضاً. وفي اليابان، يخوض حاكم المصرف المركزي حرباً شعواء على جبهة أسعار الصرف لم تعرف نتائجها إلى الآن. كما كان حاكم مصرف إسرائيل المركزي السابق ستانلي فيشر حاكماً نشيطاً، فدأب على شراء الدولار للضغط على سعر صرف الشيكل والحيلولة دون انهيار الصادرات. كما عرف فيشر كيف يتدخل في سوق العقارات في محاولة للجم تضخم أسعار العقارات المبنية، ولكن باءت محاولته تلك بالفشل.