· يمكن القول، بعد مرور أسبوعين على مفاوضات تأليف الحكومة الإسرائيلية المقبلة، إن رئيس الحكومة ورئيس تحالف "الليكود - بيتنا" بنيامين نتنياهو ما زال يفاوض نفسه فقط. ولهذا السبب فإن عملية تأليف الحكومة الجديدة آخذة في التعقّد أكثر فأكثر.
· إن السبب الرئيسي لهذا التعقّد يعود إلى حقيقة أن نتنياهو لم يقرّر بعد ما الذي يريده، وما هي هوية الحكومة التي يرغب في تأليفها.
· والشيء الوحيد الذي يمكن أن نفهمه من سيل التصريحات التي أدلى بها نتنياهو منذ تكليفه تأليف الحكومة المقبلة، هو أنه يرغب في تأليف حكومة موسعة قدر الإمكان. ولا بُد من القول إن حكومة كهذه ستكون عاجزة عن اتخاذ أي قرار حاسم، ولا سيما في كل ما يتعلق بموضوع توزيع عبء الخدمة العسكرية على الجميع، أو بموضوع التقليصات الحادة في الميزانية العامة للدولة، أو بموضوع العملية السياسية [مع الفلسطينيين].
· بناء على ذلك، ليس من المبالغة القول إنه في اللحظة التي يقرّر فيها نتنياهو ما هي هوية الحكومة التي يرغب في تأليفها، فإنه سيتم تأليف هذه الحكومة في غضون ساعات معدودة.
· لا شك في أن النتائج التي أسفرت عنها الانتخابات العامة في إسرائيل [في 22 كانون الثاني/ يناير 2013]، قد فاجأت رئيس الحكومة. ومع ذلك لا بُد من القول إن نتنياهو يقف أمام خيارين: إمّا تأليف حكومة مع حزب واحد أو أكثر من معسكر الوسط تقوم باستئناف العملية السياسية، وإمّا تأليف حكومة مع أحزاب اليمين والحريديم تستمر في الخط الذي انتهجته الحكومة المنتهية ولايتها.
· وقد بات هذان الخياران أكثر وضوحاً هذا الأسبوع، وأساساً في ضوء إصرار رئيس حزب "يش عتيد" [يوجد مستقبل] يائير لبيد على عدم الانضمام إلى ائتلاف حكومي يضم الحريديم.
· من ناحية أُخرى، على نتنياهو أن يأخذ في الاعتبار التحالف الوثيق القائم بين لبيد وبين رئيس حزب "البيت اليهودي" نفتالي بنيت، والذي يشكل عقبة أُخرى أمام إمكــان تأليـف حكومة مع الحريديم. وقد بذل المسؤولون في "الليكود - بيتنا" جهوداً كبيرة لتفكيك هذا التحالف، سواء من خلال تحريض حاخامي الصهيونية - الدينية على بنيت، أو من خلال تجنيد أعضاء كنيست من "البيت اليهودي" لممارسة الضغط على رئيس الحزب، غير أن هذه الجهود باءت بالفشل حتى الآن.