مصادر استخباراتية أسترالية: زيغير اعتُقل لأنه كان على وشك الكشف عن أسرار عمليات قام بها الموساد
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

كشفت وسائل الإعلام الأجنبية أمس (الخميس) مزيداً من التفصيلات المتعلقة بقضية "السجين إكس" [المواطن اليهودي الأسترالي بن زيغير] الذي كان يحمل الجنسيتين الأسترالية والإسرائيلية، والذي اعترفت إسرائيل أمس الأول (الأربعاء) بأنه كان محتجزاً في إحدى الزنزانات في سجن أيالون [في وسط إسرائيل]، وأنه مات منتحراً [في 15 كانون الأول/ ديسمبر 2010]، وكان يحمل هوية مزورة، لكنها ما زالت ترفض الكشف عن الأسباب التي أدت إلى اعتقاله، وعن ظروف انتحاره.

وذكرت وكالة الأنباء الأسترالية "فيرفاكس"، نقلاً عن مصادر استخباراتية أسترالية رفيعة المستوى، أن زيغير اعتُقل لأنه كان على وشك الكشف عن أسرار عمليات قام بها جهاز الموساد، بما في ذلك استخدام جوازات سفر أسترالية مزورة، إمّا للحكومة الأسترالية، وإمّا لوسائل الإعلام. كما أشارت الوكالة إلى أن زيغير كان على اتصال بالاستخبارات الأسترالية.

وانفردت صحيفة "الجريدة" الكويتية أمس بنشر نبأ فحواه أن عميل الموساد زيغير كان أحد أفراد الخلية التي قامت في كانون الثاني/ يناير 2010 باغتيال القيادي في حركة "حماس" محمود المبحوح في دبي.

ونقلت الصحيفة عن مصادر غربية مطلعة قولها إن زيغير اتصل بسلطات دبي وبلّغها بما حدث في عملية الاغتيال، وسلمها الأسماء والصور والتفصيلات الدقيقة، وفي المقابل حصل على الحماية. وأضافت هذه المصادر نفسها أن إسرائيل استطاعت الوصول إلى مكان اختبائه وقامت باختطافه. غير أن قائد شرطة دبي ضاحي خلفان نفى، في تصريحات أدلى بها إلى موقع "أرابيان نيوز" الإلكتروني، هذا النبأ جملة وتفصيلاً.

وكان وزير الخارجية الأسترالية بوب كار، قد كشف قبل ذلك عن أن إسرائيل أحاطت حكومة بلده علماً باعتقال زيغير عبر القنوات الاستخباراتية، وذلك في 24 شباط/ فبراير 2010، أي بعد 8 أيام من إعلان شرطة دبي نتائج تقصّي وقائع عملية اغتيال المبحوح، والتي أظهرت أن إسرائيل هي التي تقف وراءها.

على صعيد آخر، نفى مصدر رفيع المستوى في الجهاز القضائي الإسرائيلي أمس (الخميس) أن تكون هناك حالات شبيهة بحالة زيغير في السجون الإسرائيلية، وأكد أن 99,9% من السجناء محتجزون في السجون الإسرائيلية بهوياتهم الحقيقية. في الوقت نفسه أشار هذا المصدر إلى أن سبب احتجاز زيغير بهوية مزورة يعود إلى دوافع تتعلق بالحفاظ على أمن دولة إسرائيل، والحفاظ على أمنه الشخصي، وشدّد على أن نشر اسمه وهويته الحقيقيين كان من شأنه أن يعرّض حياته وحياة عائلته للخطر. وكرّر ما سبق أن أعلنه المستشار القانوني للحكومة الإسرائيلية يهودا فاينشتاين أمس الأول (الأربعاء)، وهو أن عائلة هذا السجين أحيطت علماً باعتقاله، وأن دولة إسرائيل أوكلت ثلاثة محامين بالدفاع عنه، وأن عملية اعتقاله واحتجازه في تلك الزنزانة خضعت لجميع الإجراءات القانونية والقضائية المتعارف عليها.

وقال المحامي الإسرائيلي أفيغدور فِلدمان أمس (الخميس) أنه قام بزيارة زيغير في الزنزانة التي كان محتجزاً فيها عشية وفاته، وذلك برفقة المحامين الذين أوكلتهم الدولة بالدفاع عنه، ولم يلاحظ أي علامات تدل على أنه ينوي الإقدام على الانتحار، بل على العكس أبدى إصراره على أن يكافح حتى النهاية من أجل إثبات براءته.