انضمام ليفني مؤشر إلى مضيّ نتنياهو في تشكيل ائتلاف ضيق
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

·       يشير الاتفاق الائتلافي الأول الذي وقّعه نتنياهو أمس إلى خطواته المهمة المقبلة وهي: أولاً، يدل قرار التوقيع مع تسيبي ليفني، على أن رئيس الحكومة قرر المضي في مسار تأليف حكومة تحظى بدعم 57 عضو كنيست، مع هَتنوعا وكاديما والحريديم. والهدف من هذه الخطوة الضغط على بينت [زعيم البيت اليهودي]، وعلى لبيد [زعيم يوجد مستقبل]، وعلى يحيموفيتش [زعيمة حزب العمل]، وعلى أعضاء هذه الأحزاب الذين من مصلحتهم عدم إجراء انتخابات جديدة؛ ثانياً، يبدو أن نتيناهو حدد عملياً برنامجه من أجل المساواة في تحمّل العبء [تطبيق الخدمة العسكرية على طلاب المدارس الدينية]، وفي حال انضمام لبيد إلى الحكومة فإن تأثيره في هذه المسألة سيكون ضئيلاً جداً؛ ثالثاً، إن الاتفاق مع حركة هَتنوعا حدد توزيع الحقائب الوزارية في الحكومة على الشكل التالي: حقيبة لكل ثلاثة أعضاء كنيست.

·       إن انضمام حزب من المعسكر الخصم إلى الائتلاف يترافق دائماً مع الانقلابات وخرق التعهدات. فمن المعروف أنه طوال الفترة التي سبقت الانتخابات، أصر نتنياهو على التعهد شخصياً بأنه، وبغض النظر عن النتائج، لن يسمح لليفني بإدارة المفاوضات السياسية. كما أن ليفني طوال الأعوام الأربعة الماضية لم تتوقف عن مهاجمة نتنياهو داخل إسرائيل وخارجها بشأن الموضوعات السياسية والاقتصادية. وإذا بنتنياهو الآن يبدو ملائماً لها، هذا كي لا نتحدث عن عمير بيرتس الذي كان السبب الأساسي الذي دفعه إلى مغادرة حزب العمل والانضمام إلى هَتنوعا، هو رفض يحيموفيتش إعلان عدم صلاحية حكومة نتنياهو. وربما الآن، وبعد أن أصبح بيرتس وزيراً لشؤون المحافظة على البيئة، يستطيع العمل على تنقية الأجواء.

·       في أعقاب التوقيع مع ليفني أظهر حزب البيت اليهودي تشدده، لكنه بدأ يدرك أن قرار نتنياهو المضي قدماً في التعاون مع ليفني وموفاز والحريديم، سيجعل كل المتمسكين داخل الحزب بالتحالف مع يائير لبيد أمام واقع صعب. إذ على الرغم من التقارب الوثيق، فإن ثمة فارقاً كبيراً بين حزب يوجد مستقبل وبين حزب البيت اليهودي. وفي حال وجد نتنياهو نفسه مع أغلبية 57 عضو كنيست فقط، واضطر إلى أن يبلّغ شمعون بيرس أنه لم يستطع تأليف حكومة، فإن هذا لن يخلق مشكلة بالنسبة إلى لبيد وأنصاره وناخبيه، وإنما على العكس سيكون مدعاة لسرورهم. وفي المقابل، فإن هذا سيشكل مشكلة بالنسبة إلى بينت. ومن المنتظر في مؤتمر حزب المفدال الذي سيُعقد اليوم من أجل تقاسم المكاسب، أن يعلن المجتمعون في نهاية لقائهم أن يائير لبيد ليس مَن يتخذ قراراتهم.