الولايات المتحدة تدرك أن إسرائيل هي حليفتها الوحيدة في المنطقة
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف

·       تهب العواصف السياسية والأمنية على العاصمة الأميركية، وقد شكل تأجيل الموافقة على تعيين [تشاك] هيغل صفعة مؤلمة [بالنسبة إلى إدارة أوباما] لكن الموضوع لا يقتصر على ذلك. فقد هاجم وزير الدفاع المنتهية ولايته ليون بانيتا علناً عزم أوباما ووزير دفاعه المقبل تشاك هيغل تقليص ميزانية الدفاع الأميركية. كما تحدث بانيتا في شهادته أمام الكونغرس أنه ووزيرة الخارجية المنتهية ولايتها هيلاري كلينتون ورئيس السي آي إي السابق الجنرال باتريوس، كانوا اقترحوا تسليح وتدريب الثوار السوريين، إلا أنهم اصطدموا بالرفض المطلق للرئيس أوباما، وذلك على الرغم من تصريحات أوباما بضرورة التنحي السريع للرئيس الأسد.

·       من وجهة النظر الإسرائيلية، قد يكون موقف الرئيس الأميركي صحيحاً نظراً لصعوبة التأكد من أن السلاح والمال الذي سيعطى للثوار لن يقع في أيدي أطراف جهادية تابعة للقاعدة. بيد أن السلاح الذي رفضت الولايات المتحدة تقديمه، تقوم اليوم السعودية وقطر بتقديمه بسخاء إلى المتطرفين تحديداً.

·       لكن وسط هذه المسائل ثمة سؤال يطرح في واشنطن هو: إذا كان أوباما لا يريد التورط في تقديم السلاح، لماذا لم يتخذ خطوات أخرى، مباشرة أو غير مباشرة، من أجل التسريع في انهيار نظام البعث، ووقف السيطرة المنتظرة للعناصر الجهادية التي تسعى للحلول محل الأسد؟

·       ومما لاشك فيه أنه في مقدمة مخاوف واشنطن فيما يتعلق بالشرق الأوسط تأتي إيران، وثمة وجهات نظر متعددة وفي بعض الأحيان متعارضة بشأنها. فعلى سبيل المثال هل يجب المبادرة إلى القيام بخطوات دبلوماسية تجاه إيران على الرغم من رفض خامنئي المعلن لذلك؟ أم يجب تشديد العقوبات عليها؟ وهل يجب أن نوضح لآيات الله في طهران بصورة لا تحتمل الجدل أن المسدس الأميركي الموجه إلى رؤوسهم ملقم؟ أم يجب استبعاد التهديد العسكري وانتهاج سياسة "الاحتواء"؟

·       إن هذه الموضوعات، مع التشديد على موضوعي إيران وسورية، ستكون موضع نقاش بين الرئيس أوباما ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو خلال الزيارة المرتقبة إلى إسرائيل، إذ ثمة حاجة إلى تنسيق واضح في المواقف بين الطرفين. كما سيجري بالطبع تناول قضايا أخرى بما فيها القضية الفلسطينية. وإذا كان في الماضي أوساط في واشنطن وخبراء في الشرق الأوسط  قد أخطأوا في تضخيم أهمية النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني واعتبروه سبب جميع المشكلات في المنطقة وبصورة خاصة سبب المشكلات التي تصطدم بها الولايات المتحدة، فإن الفوضى السائدة اليوم من الجزائر وحتى أفغانستان، غيرت وجهة النظر هذه (على الرغم من أن هذا لم يمنع بعضهم من التمسك بوجهة نظره).

·       بالطبع المشكلة الفلسطينية لم تختف، لكن السياسة الذكية تفرض على أميركا رؤية الأمور في أحجامها الصحيحة. ولهذا السبب وضع البيت الأبيض موضوعي إيران وسورية في مقدمة أولوياته. من المحتمل أن يكون هناك من سيهمس في أذن الرئيس أوباما بأن عليه أن يستغل زيارته إلى إسرائيل من أجل "الضغط عليها" كي يستطيع العودة إلى واشنطن وقد حقق شيئاً ما على صعيد سياسته الخارجية ولو شكلياً. لكن الرئيس الأميركي ومستشاروه سيعرفون كيف يفصلون بين الثانوي والأساسي، وهم حينما سينظرون إلى خريطة المنطقة سيشاهدون أن هناك دولة واحدة مستقرة وحليفة حقيقية لهم في المنطقة هي دولة إسرائيل.