· ثمة خطأ شائع لدينا فحواه أن مستقبل الأولاد في إسرائيل سيكون مضمونًا أكثر إذا ما حصل أهلهم على تعليم مجاني لأولادهم منذ الطفولة المبكرة، وعلى تخفيضات ضريبية، وعلى تسهيلات في شراء البيوت أو استئجارها.
· وينسى الذين يتبنون هذا الخطأ الشائع أنه فقط قبل 10 أعوام كانت أسعار البيوت تساوي نصف أسعارها في الوقت الحالي، وكانت إسرائيل إحدى أكثر الدول رخصاً في العالم أجمع، ومع ذلك فإن قلائل تجرأوا على شراء بيوت فيها، وذلك لاعتقادهم أن مستقبل أولادهم وأحفادهم غير مضمون في المدى البعيد. وكان سبب ذلك في حينه العمليات التفجيرية التي نفذها الفلسطينيون في إطار ما أسمي "انتفاضة الأقصى" والتي تسببت بسقوط أكثر من 1000 قتيل إسرائيلي.
· في الوقت نفسه فإن إسرائيل كانت تعاني من عزلة دولية خانقة في العالم كافة، واتهمت بارتكاب مجازر في المناطق [المحتلة] وخصوصًا في مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين.
· إن المطلوب استنتاجه من هذا هو أن من يعتقد أن التسوية مع الفلسطينيين غير مهمة لضمان المستقبل يعيش في أوهام خطرة، لأن انعدام أي أفق لتحقيق تسوية كهذه يمكن أن يؤدي إلى اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة ربما تكون أقسى من الانتفاضتين السابقتين، وتهدّد بالخطر مستقبل أولادنا أكثر منهما.
بناء على ذلك فإن الخيار الحقيقي الماثل أمام الشعب اليهودي في إسرائيل حاليًا هو إما العيش في دولة لديها احتلال وإما العيش في دولة طبيعية، وبكلمات أخرى إما التقسيم وإما نشوء دولة ثنائية القومية.