· التقى محود عباس وصائب عريقات أثناء زيارتهما الأخيرة للندن رئيس الكونغرس اليهودي العالمي رونالد لاودر...إن توقيت هذا اللقاء بين زعيم منظمة من المفترض أنها تمثل يهود العالم وبين رئيس السلطة الفلسطينية، الذي يرفض الاجتماع برئيس الحكومة الإسرائيلية، أمر مثير للشكوك.
· لقد كان المطلوب من لاودر، على الأقل، أن يدعو عباس إلى العودة إلى المفاوضات السياسية من دون شروط، وأن يطالبه بإنهاء التحريض الذي تقوم به السلطة، وأن يعترض على كلامه بشأن تطهير الدولة الفلسطينية العتيدة من الوجود اليهودي. كما كان في استطاعة لاودر التعبير عن احتجاجه على كلام مفتي القدس الذي دعا المسلمين إلى قتل اليهود من أجل إحياء الإسلام. وأكثر ما أعجز عن فهمه كيف تكمن لاودر من المساواة بين الفلسطينيين وبين اليهود في الشتات، فمثل هذا الكلام أمر مستغرب، لا سيما في ظل مطالبة عباس الموافقة على حق العودة لملايين اللاجئين الفلسطينيين.
· أعترف أنه في إثر الأزمة المالية التي وقعت فيها الرئاسة السابقة للكونغرس العالمي، كنت من بين الذين أيدوا تولي لاودر منصب الرئاسة للكونغرس، فهو من كبار أغنياء أميركا، ويستطيع تمويل الكونغرس الذي كان على حافة الإفلاس. وسبق أن قام لاودر بتمويل جميعات يهودية في أوروبا الشرقية، وله تجربة دبلوماسية جعلته بمثابة سفير أميركا في أستراليا، بالاضافة إلى كونه من أشد المتحمسين لإسرائيل، ولديه استثمارات ومساهمات فيها.
· عندما تولى لاودر رئاسة الكونغرس كان عليه معالجة عدد من المشكلات في طليعتها أن فرع الكونغرس في الولايات المتحدة، حيث توجد أضخم الجاليات اليهودية، كان قد انهار فضلاً عن أن قلائل من اليهود الأميركيين يعرفون بوجوده. لهذا السبب لا يستطيع الكونغرس اليهودي العالمي أن يدعي اليوم بأنه يتحدث بإسم يهود العالم، فمهمته الأساسية هي تقديم المساعدة للجاليات اليهودية الصغيرة نسبياً الموجودة في أوروبا وأميركا الجنوبية وكندا وأستراليا.
· قد تكون من أهم المبادرات التي قام بها لاودر خلال، توليه منصبه دعوته سنة 2010 في مقال نشرته صحيفة "النيويورك تايمس" الرئيس أوباما إلى أن يكون عادلاً تجاه إسرائيل، في وقت تجنبت فيه أغلبية الزعامات اليهودية الأميركية توجيه الانتقادات إلى أوباما. لكن مع الأسف الشديد تغير موقف لاودر عندما بدأت علاقته مع نتنياهو تنهار.
من المحتمل أن يكون لاودر رجلاً شريفاً وحسن النوايا، لكنه لا يستطيع أن يقوم بمبادرات شخصية يغير من خلالها سياسة الكونغرس اليهودي العالمي بسبب خلافه الشخصي مع رئيس الحكومة.