زيارة أوباما تهدف إلى إغلاق الملفات المفتوحة في الشرق الأوسط
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

·       لا شك في أن الزيارة التي ينوي الرئيس الأميركي باراك أوباما القيام بها لكل من إسرائيل ومناطق السلطة الفلسطينية [في 20 آذار/ مارس المقبل]، هي زيارة مهمة للغاية، وخصوصاً أنه كان من المقرّر أن يقوم بها في حزيران/ يونيو المقبل. وعلى ما يبدو فإن سبب تقديم هذه الزيارة يعود إلى التغيير الذي طرأ على الاستراتيجيا المتعلقة بسياسة الولايات المتحدة الخارجية.

·       ووفقًا لهذا التغيير، لم تعد منطقة الشرق الأوسط تتصدّر اهتمام السياسة الخارجية الأميركية، وحلّت الصين محلها. وفي موازاة ذلك فإن الإدارة الأميركية ملتزمة تقليص نفقاتها الأمنية، ولذا فهي مضطرة إلى تقليص وجودها العسكري في الشرق الأوسط. ويضاف إلى هذين الأمرين أن الولايات المتحدة تبذل في الآونة الأخيرة جهوداً كبيرة للتحرّر من تبعيتها للنفط الشرق أوسطي.

·       إن هذه التطورات الثلاثة تجعل الأميركيين يقللون من اهتمامهم بالشرق الأوسط إلى الحد الأدنى. وهذا لن يحدث صباح غد، وإنما في نهاية سنة 2014، بالتزامن مع انسحاب الجيش الأميركي من أفغانستان. ويظهر أنه من أجل تنفيذ هذه الاستراتيجيا توصل الرئيس أوباما، ووزير خارجيته الجديد جون كيري، إلى استنتاج فحواه أنه لا بُد من إغلاق الملفات التي ما زالت مفتوحة في الشرق الأوسط، والتي من شأنها أن تلحق أضراراً بهذه الاستراتيجيا، وهذه الملفات هي إيران وسورية والفلسطينيون ومصر.

·       ويعتقد وزير الخارجية كيري أن إغلاق ملف النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني يمكن أن يشكل مفتاحاً لتجنيد تحالف عربي وأوروبي لإغلاق ملفي إيران وسورية. وثمة خشية لدى وزارة الخارجية الأميركية من أن تُغلق نافذة الفرص أمام حل الدولتين لهذا النزاع، من خلال انفجار انتفاضة فلسطينية ثالثة.

 

·       بطبيعة الحال لن يتم الوصل إلى حل للنزاع الإسرائيلي- الفلسطيني حتى سنة 2014، لكن يمكن إيجاد مناخ يمنح الأميركيين قوة لمواجهة الملفات الأخرى، وفي مقدمها الملف الإيراني. ومعروف أن الرئيس أوباما يرغب في أن يغلق الملف الإيراني بالوسائل الدبلوماسية، ولذا فإنه سيجري مفاوضات ثنائية مع طهران. مع ذلك، لا بُد من القول إنه في حال فشل الوسائل الدبلوماسية يمكن أن تقوم الولايات المتحدة بشن هجوم عسكري على إيران.