ثلاث ملاحظات مع بداية المفاوضات مع الفلسطينيين
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

 

  • لدي ثلاث ملاحظات مع بداية المفاوضات مع الفلسطينيين: الملاحظة الأولى؛ حتى الآن ليس باستطاعة أحد أن يعرف تماماً حقيقة ما يفكر فيه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وإلى أين يريد أن يصل. وثمة شك في أنه هو نفسه يعرف ذلك.
  • فهل غيّر نتنياهو رأيه وأصبح مستعداً اليوم لتحقيق حل الدولتين لشعبين، اضطر سابقاً إلى التعهد به غصباً عن إرادته؟ وهل هو مستعد اليوم للتنازل عن أغلبية مناطق يهودا والسامرة [الضفة الغربية] وإخلاء المستوطنات والتنازل أيضاً في موضوع القدس؟ أم أن الذهاب إلى المفاوضات لا يعدو كونه خطوة تكتيكية لإنقاذ إسرائيل من الجمود السياسي الذي يضرها ويشكل خطراً استراتيجياً يهدد شرعيتها.
  • ليس لدي جواب على هذا السؤال، لكن استطلاع الرأي العام الذي نشرته صحيفة "هآرتس" يوم الجمعة الماضي أظهر أن 59% من الجمهور لا يصدق أن نتنياهو ملتزم بحل الدولتين لشعبين، ونحو 34% فقط يصدقون العكس.
  • إن الذين يرغبون بالتوصل إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين لم يبق لهم سوى أن يصلوا لأن يحدث مع نتنياهو ما حدث مع مناحيم بيغن في المفاوضات مع مصر. فقد ذهب بيغن الذي كان زعيماً أيديولوجياً كبيراً وأكثر تشدداً من نتنياهو، إلى المفاوضات مع مصر حاملاً مواقفه الرافضة للانسحاب الكامل من سيناء ومطالباً ببقاء جزء أساسي منها في يد إسرائيل، لكنه بعد الكثير من المعاناة والتردد عاد باتفاق سلام يتنازل عن شبه الجزيرة كلها.
  • إن خطورة الوضع السياسي لإسرائيل اليوم نتيجة عدم وجود اتفاق مع الفلسطينيين لا تشبه ما كان عليه وضعها في مواجهة مصر سنة 1973. لكن على الرغم من ذلك نسأل: هل سيتحول نتنياهو إلى بيغن آخر؟
  • الملاحظة الثانية؛ قال رئيس الشَباك يورام كوهين إن معاودة المفاوضات ستؤدي إلى تهدئة الوضع في يهودا والسامرة، في حين صرح وزير الداخلية يستحاق أهرونوفيتس أنه مع بدء المفاوضات مع الفلسطينيين التي ستستمر تسعة أشهر، من المتوقع زيادة التوتر في يهودا والسامرة والمحاولات من أجل إلحاق الضرر بتلك المفاوضات. فمن هو المصيب؟ وهل سيعم الهدوء أم يزداد التوتر؟
  • الملاحظة الثالثة؛ لقد سخر كثيرون ولا سيما في أوساط اليمين من تسيبي ليفني وزيرة العدل عندما قالت لدى انضمامها إلى الحكومة إنه من الممكن الدخول في مفاوضات مع الفلسطينيين في أقرب وقت ممكن. وها هي اليوم في واشنطن ترأس الوفد الإسرائيلي للمفاوضات مع صائب عريقات. صحيح أن ما يجري اليوم هو مفاوضات بشأن المفاوضات، وأنه من المتوقع حدوث الكثير من الأزمات والخلافات ولا شيء يضمن الوصول إلى نهاية سعيدة، كما أنه من المحتمل جداً أن تنتهي هذه المفاوضات من دون التوصل إلى شيء. لكن الآن وفي هذه المرحلة، تستطيع ليفني أن تضحك من جميع الذين سخروا منها.