ضمانات أميركية سرية للإسرائيليين والفلسطينيين في الحدود واللاجئين
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

 

ذكر موظف إسرائيلي رفيع المستوى أن الإدارة الأميركية قدمت إلى طاقمي المفاوضات الإسرائيلي والفلسطيني، ضمانات عرضت فيها موقف الولايات المتحدة من المفاوضات وسيرها وأهدافها من أجل تسهيل العودة إليها من جديد.

وسيبقى مضمون هذه الرسائل سرياً وغير معلن، ولكن على ما يبدو فإنه يتناول قضيتي الحدود واللاجئين. وأوضح الأميركيون في رسالتهم إلى الفلسطينيين أن موقف الولايات المتحدة هو أن تجري المفاوضات على أساس خطوط 1967 مع تبادل أراض. كما أوضحوا في رسالتهم إلى الإسرائيليين أن موقف الولايات المتحدة هو أن خط الحدود المستقبلي لن يكون مطابقاً لخط 67، ولكن سيتضمن تغييرات تتلاءم مع الوقائع على الأرض. وتضمنت الرسالة الأميركية الموجهة إلى إسرائيل اعترافاً أميركياً بأن إسرائيل دولة يهودية، وأن موقف الولايات المتحدة من مسألة اللاجئين الفلسطينيين هو أن عليهم العودة إلى الدولة الفلسطينية العتيدة.

وفي الاجتماع الذي جرى أمس (الثلاثاء) بين الرئيس الأميركي باراك أوباما وطاقمي المفاوضات الإسرائيلي والفلسطيني واستمر نصف ساعة، أوضح أوباما أن وزير الخارجية جون كيري يضعه دوماً في صورة التقدم الذي يجري في المفاوضات، وأنه يدعمه بشكل كامل.

ومن المفترض أن تتواصل اليوم الاجتماعات التي بدأت أمس، من أجل وضع القواعد التي ستجرى على أساسها المفاوضات. وللمرة الأولى بعد أربع سنوات، يلتقي الوفد الإسرائيلي الوفد الفلسطيني من دون وسطاء أميركيين.

وعلى الرغم من وجود خلافات في الرأي بشأن عدد من الموضوعات التقنية، فإن الطرفين توصلا إلى سلسلة من الاتفاقات أعلنها وزير الخارجية كيري في مؤتمره الصحافي من بينها تحديد الجدول الزمني للمفاوضات بتسعة أشهر، واستناداً إلى كيري "من أجل التوصل إلى حل نهائي يشكل نهاية للنزاع الإسرائيلي - الفلسطيني ونهاية للمطالب المتبادلة"؛ ثانياً، التعهد بإجراء الجولات المقبلة للمفاوضات في الشرق الأوسط وليس في واشنطن. وجرى الاتفاق على أن يجري ذلك بالتناوب بين القدس ورام الله، وأن تجرى بعض الجولات في عمان.

وحدد كيري دور الموفد الأميركي مارتن إنديك وطاقمه بأنه دور "الميسّر" للمفاوضات (facilitator)، وليس وسيطاً (mediator) ولا مفاوضاً (negotiator).

وطالب الفلسطينيون بأن يكون الأميركيون شركاء كاملين في جميع المحادثات كي يحددوا من هو الطرف الذي يماطل ومن هو الطرف الجدي. وتحفظت إسرائيل من ذلك وطالبت بأن تكون المفاوضات ثنائية على أن يطلع الأميركيون على محتواها أسبوعياً.

وتم الاتفاق على أن تناقش خلال التسعة أشهر جميع الموضوعات الجوهرية: حدود الدولة الفلسطينية، الترتيبات الأمنية التي تطالب بها إسرائيل، القدس، اللاجئون، المستوطنات والمياه. لكن برز خلاف بشأن الترتيب، فقد طالب الفلسطينيون بأن يتقدم موضوع الحدود على غيره، في حين طالبت إسرائيل بتقديم موضوع الترتيبات الأمنية.

واتفق طاقما المفاوضات مع كيري على إبقاء مضمون المفاوضات سرياً.