إسرائيل تتسامح مع عمليات الجيش السوري قرب منطقة الحدود
تاريخ المقال
المصدر
- هاجم سلاح الجو السوري في الآونة الأخيرة أهدافاً للمتمردين في هضبة الجولان قرب منطقة الحدود مع إسرائيل. وتعتبر هذه الهجمات بمثابة انتهاك فظ لاتفاقيات الهدنة بين الدولتين التي وقعت فور انتهاء حرب يوم الغفران [حرب تشرين/ أكتوبر 1973]، وتم الحفاظ على تطبيقها طوال 40 عاماً. لكن على الرغم من أن هذا الانتهاك يشكل سابقة خطرة للغاية، فإن إسرائيل لم تقم بأي خطوة لوضع حد له.
- وقال مصدر أمني إسرائيلي رفيع لصحيفة "يديعوت أحرونوت" إن إسرائيل تراقب عمليات سلاح الجو السوري هذه أولاً بأول، لكنه في الوقت عينه شدّد على أن العمليات في هضبة الجولان لا تشكل أي تهديد لإسرائيل، ولذا تقرّر عدم الإصرار على الالتزامات الواردة في اتفاقيات الهدنة.
- تجدر الإشارة إلى أن إسرائيل لم ترد على انتهاكات أخرى لاتفاقيات الهدنة أقدم عليها الجيش السوري قبل هجمات سلاحه الجوي، مثل إدخال دبابات ومنظومات قتالية محظورة أخرى إلى المنطقة المنزوعة السلاح بالقرب من الحدود بين الدولتين وإلى معبر القنيطرة. وبناء على ذلك، فإن المتمردين في سورية يتهمون إسرائيل بأنها تتعاون مع نظام دمشق.
- إن ما يجب قوله هو أن هذا السلوك الإسرائيلي المتسامح إزاء انتهاك الجيش السوري اتفاقيات الهدنة ينطوي على رسالة مهمة إلى نظام بشار الأسد فحواها أن إسرائيل لا تنوي أن تتدخل في الحرب الأهلية الدائرة في سورية، ولذا فإنها تبدي مرونة كبيرة إزاء حاجات الجيش السوري في حربه ضد المتمردين في منطقة الجولان.
في الوقت عينه لا بد من الإشارة إلى أن هذا السلوك المتسامح لا يعني تخلي إسرائيل عن موقفها الحازم ضد نقل أي أسلحة استراتيجية أو كاسرة للتوازن من ترسانة الأسلحة السورية إلى حزب الله في لبنان. وثمة احتمال كبير بأن يكون هذا السلوك المتسامح بمثابة تعويض لنظام الأسد عن الموقف المتشدّد إزاء عمليات نقل الأسلحة.