إسرائيل تلتزم الصمت إزاء الأنباء المتعلقة بشن طائراتها هجوماً داخل الأراضي السورية
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

أكدت سورية مساء أمس (الأربعاء) أن طائرات حربية إسرائيلية شنت هجوماً على مركز للأبحاث العلمية العسكرية داخل أراضيها، وذلك بعد عدة ساعات من نشر وكالات الأنباء الأجنبية نبأ يفيد بأن طائرات تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي شنت هجوماً على قافلة سيارات كانت تقوم بنقل أسلحة من سورية إلى لبنان بالقرب من منطقة الحدود بين الدولتين.

ووفقاً لما أذاعه بعض وكالات الأنباء هذه، فإن إسرائيل قامت منذ أمس الأول (الثلاثاء) بما يتراوح بين 12 - 16 طلعة جوية فوق لبنان، وشنت أمس (الأربعاء) هجوماً على قافلة سيارات كانت محملة بأسلحة ووسائل قتالية متطورة. وادّعت وكالات أنباء أُخرى أن القافلة كانت محملة بصواريخ متطورة مضادة للطائرات من طراز SA-17.

ورفضت إسرائيل أن تعقّب على هذه الأنباء، وظل المسؤولون فيها جميعاً ملتزمين الصمت المطبق في هذا الشأن.

كما رفضت الولايات المتحدة الإدلاء بأي تعقيب. وعندما سئل الناطق بلسان البيت الأبيض جي كارني عن هذه الأنباء أجاب قائلاً: "أفضل أن تُوجه الأسئلة في هذا الشأن إلى الحكومة الإسرائيلية."

ومساء أمس (الخميس) أصدرت قيادة الجيش السوري بياناً صحافياً قالت فيه إن طائرات تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي اخترقت المجال الجوي السوري وشنت هجوماً على مركز للأبحاث العلمية العسكرية في ضواحي العاصمة دمشق. وأكد البيان أن الأنباء التي قالت إن الهجوم استهدف قافلة سيارات كانت محملة بأسلحة متطورة بهدف نقلها من سورية إلى لبنان، عارية عن الصحة. وأشار إلى أن الهجوم الإسرائيلي ألحق أضراراً مادية كبيرة بمركز الأبحاث، وأدى إلى مقتل شخصين، وإصابة خمسة أشخاص آخرين بجروح.

وفي المقابل ادّعى عدد من المتمردين السوريين أن مركز الأبحاث الذي تعرّض للهجوم مخصص لتطوير عدة أنواع من الأسلحة والوسائل القتالية بما في ذلك الأسلحة الكيماوية.

وتجدر الإشارة إلى أن هذا الهجوم يأتي بعد عدة أيام من تصاعد التوتر الأمني لدى المؤسستين السياسية والأمنية في إسرائيل جرّاء ازدياد المخاوف من احتمال فقدان نظام الرئيس السوري بشار الأسد زمام السيطرة على ترسانة الأسلحة الكيماوية الموجودة في حيازته.

وسبق أن أشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إلى أنه على خلفية هذه المخاوف، رفعت إسرائيل والولايات المتحدة مستوى التنسيق الأمني بينهما، وذلك من أجل اتخاذ الإجراءات اللازمة للحؤول دون انتقال أسلحة كيماوية، أو أي أسلحة استراتيجية، من سورية إلى حزب الله في لبنان، أو إلى عناصر "إرهابية" أُخرى، الأمر الذي من شأنه أن يغيّر ميزان القوى في منطقة الشرق الأوسط برمتها.

وعقد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو عدة اجتماعات لمناقشة هذا الموضوع، وأرسل مستشاره لشؤون الأمن القومي يعقوب عميدرور في زيارة خاطفة لروسيا عقد خلالها اجتماعات بكل من مستشار الأمن القومي الروسي، ووزير الخارجية الروسية، وحثّهما على اتخاذ الخطوات الكفيلة بمنع انتقال أسلحة كيماوية من سورية إلى حزب الله، أو إلى أي عناصر "إرهابية" أُخرى. كما قام رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية [أمان] اللواء أفيف كوخافي بزيارة للولايات المتحدة اجتمع خلالها بنظيره الأميركي.