الاستفتاء العام سيترك للشعب اليهودي مسؤولية قرار تقسيم القدس
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

 

  • إن السبب الأساسي الذي يحرك معارضي الاستفتاء الشعبي هو الخوف العميق من رفض الجمهور اليهودي بصورة رسمية وملزمة التخلي عن أقسام أساسية من أرض إسرائيل مقابل السلام. فالنتائج الدموية التي أسفرت عنها اتفاقات أوسلو إلى جانب تجربة اقتلاع المستوطنين من غوش كطيف [في قطاع غزة سنة 2005] تثير المخاوف بشأن نتائج التصويت المحتمل في الاستفتاء الشعبي.
  • لقد مر نتنياهو في الأعوام الأخيرة بمرحلة تغير عميقة سياسية وشخصية وبات ناضجاً لقبول اتفاق على أساس خطوط 1967. وفي حال فاجأنا الفلسطينيون ووافقوا على الاتفاق، فإن نتنياهو سيطلب من الجمهور التصويت على اتفاق ينص على الانسحاب الشامل، وهو يعتقد أن في إمكانه إقناع الشعب بذلك. وهذا الاستفتاء الشعبي سيحول دون حدوث انقسام تاريخي بين الشعب اليهودي. وتعهد الناطقون باسم اليمين الإسرائيلي القبول بنتائج الاستفتاء الذي يعبر عن رغبة أغلبية الشعب مهما كانت هذه النتيجة، ومن هنا ضرورة الموافقة على إجراء الاستفتاء.
  • إن حزب البيت اليهودي هو الذي يحتاج أكثر من غيره إلى إصدار قانون الاستفتاء لأن ذلك سيسمح له البقاء في الائتلاف والاستفادة من  السلطة. ومن مصلحة نتنياهو بقاء هذا الحزب إلى جانبه خلال فترة المفاوضات. ومن هنا يمكن القول إن إصدار قانون بشأن إجراء استفتاء شعبي هو الثمن المنطقي لترويض نفتالي بينت والحؤول دون حدوث تظاهرات كبيرة وتطورات غير متوقعة في الشارع الإسرائيلي.
  • يؤكد المقربون من نتنياهو أنه مصر على أن يثبت تمسكه بحل الدولتين لشعبين. وهو يشدد على أن تحقيق ذلك لا يمكن إلا على أساس خطوط 1967. وفي تقديره، أنه بعد الموافقة الإسرائيلية على الانسحاب الكامل، من المنتظر أن يتنازل الفلسطينيون عن حق العودة.
  • لقد أصبح نتنياهو متقبلاً لهذه الفكرة. وفي الواقع، فإن موافقته على إجراء مفاوضات على أساس خطوط 1967 إلى جانب عدد من المؤشرات الأخرى، تدل على أن شيئاً ما قد حسم. لكن على الرغم من ذلك، ثمة خيوط أيديولوجية وعاطفية تربطه بماضيه وعالمه القديم. وهو من خلال طلبه إجراء استفتاء شعبي على الانسحاب يريد أن يريح ضميره.
  • يستطيع نتنياهو بعد الاستفتاء القول إن هذا ما يريده الشعب وليس ما يريده هو. فإذا أسفرت نتائج الاستفتاء العام عن الموافقة على تقسيم القدس وإزالة عشرات المستوطنات وإخلاء عشرات الآلاف من المستوطنين، فإن الشعب هو الذي ذلك سيتحمل المسؤولية. أما إذا صوت الشعب ضد الاتفاق، سيقول نتنياهو إنه بذل كل ما في استطاعته لكن الشعب هو الذي رفض.
  • وسواء ذهب نتنياهو إلى المفاوضات متردداً أم واثقاً، فإن الاستفتاء الشعبي خطوة ضرورية كي يريح ضميرة إزاء النتائج التي ستسفر عنها.